قد تقع الخلافات بين الزوجين وقد تتفاقم لدرجة الهجر أو القاء كلمات مستفزة على الطرف الأخر أو حتى طلب الطلاق إلى آخر ما نعرفه ونسمع به بين المتخاصمين من الأزواج. لكن قصة اليوم فاقت كل المقاييس وتعدت كل الحدود؛ قصة زوجة شابة تعاملت بحسن نبيتها مع زوج حمل بقلبه كل أنواع الخبث والدهاء وملأ الطمع عينه وقلبه. بات الزوج يعقد خيوط الجريمة لزوجته ليقضى عليها طمعا بالمادة وإبعادا لها عن حياته حتى لا يدفع لها نفقة ولابنهما بعد الطلاق. وصل الحد به أن يشرع تقريبا في قتلها ولكن ببطء شديد وبدم بارد ليبعدها عن البلد التي يعمل فيها ويستمر في علاقاته وادمانه بعد أن فعل ما فعل. سأترك للزوجة المجال لتحكي المأساة التي عاشتها وكيف أن ربك بالمرصاد لكل من افترى وظلم، خاصة إن كانت المظلومة امرأة تعيش وحدها ببلد غريب ولا أهل ولا سند بعد الله إلا زوجها. تقول الزوجة: اخترته عن حب، ولم أهتم كثيرا بقلة تدينه وأعماني الحب والوسامة عن أي مقاييس أخرى للزواج، تزوجنا وعشنا سويا 6 سنوات ورزقنا بابننا الذي يبلغ من العمر الآن 4 سنوات. انتقلنا لدولة خليجية منذ 4 سنوات وبعد أن التحق زوجي بعمله سمح لي بالعمل منذ عامين وصار يجبرني على اعطائه راتبي كاملا وإلا هددني بمنعي من العمل وتسفيري لبلدي. كنت أسلمه راتبي خوفا من بطشه ولكني اوقفت تسليمه راتبي بالعام الماضي لأني اكتشفت انه ينفق راتبي وكل ما يملكه على التعاطي والعلاقات النسائية، تعدى علي بالضرب فاضطررت أن اشتكي عليه لأنه تمادى وكتب تعهداً بالشرطة. ومن هنا بدأ تخطيطه الجهنمي للتخلص مني، خاصة أنني طلبت الطلاق بسبب سبه وضربه المستمر ورفضي لترك العمل والنزول لبلدنا، وكنت أرفض لأني أعرف أنه سيعلقني ويرميني ببلدنا دون نفقة ولا زواج ولا حتى طلاق، وأنه لا يريد اعطائي أية حقوق ويريد التفرغ لعلاقاته وادمانه. فوجئت يوما ما بعد فتح ملف بالمحكمة بأنه جاء يصالحني ويعتذر عما بدر منه ويقبل رأسي ويدي ويقول: لقد تبت وسامحيني وخرج يصلي للمسجد وظل 3 ايام هكذا ولا أعرف أنها مصيدة لي للإيقاع بي، أحضر لي كوبا من الشاي ذات مرة بالنعناع ولكنه وضع فيه حبوب هلوسة وظللت تائهة عن الدنيا 4 ايام بالمستشفى، وكدت أرى الموت لأنه أعطاني جرعة زائدة وزَّور روشته مع أحد معارفه وكأني أنا التي اشتريت الحبوب وكنت استعملها. بعد أن أفقت خفت على نفسي منه وصممت على السفر بابني لأنه قال لي : هذه المرة أريتك الموت بعينك المرة القادمة ستذوقين الموت بجد على يدي. خفت منه ونزلت لبلدي واستقلت من عملي بشكل صوري، وخدعته بأن لي مكافأة نهاية خدمة مبلغ معقول ولا أحد يمكنه تسلمه إلا أن أحضر بنفسي وكنت رتبت مع مديري إن سألهم يقولون له نفس الكلام، فرحب برجوعي 3 أيام فقط. جئت من بلدي ووجدت بيتي قد تحول لخمارة شرب وسكر وآثار وجود نساء فخرجت من الشقة فورا، واستأجرت بفندق وهرعت لطلب الطلاق ولم أخبره بمكاني. ولما جاء موعد حضوره بالمحكمة فوجئنا بأنه قبض عليه وحبس بسبب التعاطي وانتظرت شهرا كاملا حتى جاء العقاب الرباني بالحكم عليه 3 سنوات بسبب التعاطي وبناء عليه أخذت الطلاق للضرر وحكم لي بكل حقوقي وحضانة ابني. حصلت على حقوقي من مكافأة نهاية خدمته لأنهم ألغوا عمله فقلت في نفسي: سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل أراد إيذائي وأخذا تعبي وشقاى وتحملت وضربني وتحملت لكن الله شاء أن يخرج هذا الكابوس من حياتي. تعلمت من زواجي هذا أن الفتاة يا سيدي يجب ألا تحكم القلب على العقل وألا تتزوج إلا من صاحب الدين فزوجي أحببته ولكنه كان لا يصلي وشبه بصاص للحريم ويشرب أحيانا فقبلت كل ذلك بسبب الحب لكن بالنهاية تعلمت ان صاحب الدين إن أحبها أكرمها وإن كرهها لم يظلمها.