خرجت مجموعة من الحطابين لاستكشاف عميق في غابات كاترانيغات، شمال الهند، وهناك شاهدوا فتاة صغيرة يتراوح عمرها ما بين 10 إلى 12 عاماً، عارية تلعب مع القرود كأنها واحدة منهم، نحيلة وشعثاء. اتصل الحطابون بالشرطة والتي حضرت فحاصر القرود الفتاة يحمونها من رجال البوليس، بل إن أحد القرود ضربت واحداً منهم حين صرخ على الفتاة. لكن رجال الأمن في الأخير تمكنوا من أخذ الفتاة من أصدقائها القرود، وظلت هي تصرخ بعد أن وضعوها في سيارة الدورية، ويقول شهود عيان إن القرود ظلت تركض لمسافة طويلة خلف السيارة. الشرطة نقلتها إلى المستشفى، حيث ما زالت فيها منذ شهرين، ولا تعرف السلطات إلى اليوم هويتها، والبحث ما زال مستمراً في تقارير الأطفال المفقودين. الصحافة الهندية، قارنت الفتاة مع قصة ماوكلي في "كتاب الأدغال". وتبدو الطفلة وكأنها عاشت بين القرود منذ زمن. وعندما وصلت إلى المستشفى، كانت مصابة بجراح في جميع أنحاء جسدها. وظهر أنها لم تأكل منذ عدة أيام، على الرغم من أنها كانت قادرة على المشي على قدميها، وفي بعض الأحيان تسقط فجأة وهي تحاول المشي كالبشر. وقال كبير الأطباء في مستشفى بهريتش، حيث توجد الفتاة، في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء "أسوشييتد برس": "عاداتها الغذائية مثل عادات الحيوانات. تلقي الطعام على الأرض وتتناوله مباشرة بواسطة فمها، دون رفعه بيديها. وتستخدم المرفقين وركبتيها خلال التحرك". وأضاف: "إنها تتصرف كقرد وتصرخ بصوتٍ مرتفع، إذا حاول الأطباء الوصول إليها". وقال طبيب آخر يعالجها: "إن الفتاة تكافح لفهم أي شيء". يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يعثر على أحد الأطفال يعيش في الأدغال، فقد عثر على الطفل جون سيبونيا، وهو في عمر ستة أعوام، مع قرود فيرفيت خضراء في الغابة الأوغندية عام 1991. ويعتقد أنه هرب من المنزل عندما كان في الثالثة من العمر بعد رؤية والده يقتل والدته، وقد وضع في دار للأيتام وتعلم الكلام، وأصبح عضواً في جوقة الأطفال "لؤلؤة أفريقيا"، وشارك في الأولمبياد، ثم انتقل في وقت لاحق إلى عائلة بالتبني. كما عُثر على طفل نيجري معوق يدعى بيلو، عاش مع الشمبانزي لمدة 18 شهراً عام 1996 بعد أن هجرته أسرته.