يقول المؤرخون في علوم الإناسة، إن البشر عرفوا الحذاء منذ 40 ألف عام، وقد لجأ الإنسان إلى ابتكار الحذاء لحماية القدمين وللحفاظ على التوازن. الآن أصبحنا في عصر آخر، فلم تعد الأحذية وسيلة فقط لحماية القدمين، بل أصبحت تعبيراً عن ذوق الشخص ومدى ثرائه وطبيعة شخصيته. بعضهم يرى أن الأحذية من حيث شكلها ولونها ومظهرها وخامتها، مؤشرات تساعد على إعطاء صورة عامة عن الحالة النفسية والوضعية الاجتماعية وحتى الميولات الجنسية لأصحابها. أما مارلين مونرو فقد عبّرت عن أهمية الحذاء في حياة المرأة حي قالت "اعط المرأة الحذاء المناسب، وهي ستتمكن من السيطرة على العالم". وهناك نساء عاديات لكنهن يمتلكن عشرات وربما مئات الأحذية بسبب الهوس بها، فتجد لديهن من كل الألوان والموديلات والتي تصلح لكل المناسبات. ولأن المرأة تميل لارتداء الأحذية ذات الكعب العالي، فإن مقولة الحذاء هو الذي يحمل المرأة لمصمم الأحذية الفرنسي كريستيان لوبوتان معبرة جدا عن أهمية الحذاء بالنسبة إلى النساء بشكل خاص، لكن طبعا بالنسبة لأحذية لوبوتان فهي الأغلى ثمناً في العالم وليست في متناول أحد غير النجمات والثريات. وإذا رغبت المرأة في تغيير مزاجها أو حتى تحويل إطلالتها من سبور إلى رسمية فإن أسرع شيء تقوم به هو شراء زوج جديد من الأحذية. ولا يقل الحذاء أهمية بالنسبة إلى الرجل، فهو من أساسيات الإطلالة الأنيقة، ولكنه يعد أيضا مرآة تعكس شخصيته وذوقه ونظافته، ومكانته الاجتماعية. وفي دراسة بعنوان "الحذاء مصدر للانطباعات الأولية"، أكد باحثون على ضرورة أن يتجنب الرجال تصاميم الأحذية المهلهلة والتي تفتقد للعناية، لأنها توحي بأن أصحابها يواجهون صعوبة في ربط علاقات اجتماعية مع الغير، ويعانون من عزلة نفسية تجعلهم لا يهتمون لآراء الآخرين. ودعوا إلى العناية بمظهر الحذاء والحرص على أن يكون لماعا ومرتبا، لأن ذلك يعطي انطباعا بأن صاحبه شخصية تفكر في كل صغيرة وكبيرة وتميل إلى الدقة. بل إن كثير من النساء في الماضي، حين كان يأتي عريس ليرى عروساً يفكر بخطبتها، فإن الفتاة ووالدتها كانتا تنظران إلى حذائه، فإن كان مهتما بنفسه فهو دقيق ويهتم بالتفاصيل، وإن كان حذاؤه غير لائق فهو بخيل ولا يقدر من أمامه، وبالعموم فإن الحذاء يقول الكثير عن صاحبه.