تعتبر أمراض الحساسية من أكثر الأمراض شيوعاً في هذا العصر، نتيجة للتلوث المتزايد، وهي كذلك مرض يصعب السيطرة عليه. والحساسية التي بدأ موسمها هذه الأيام من تجعل من الربيع موسماً كابوسياً بدل أن يتمتع الإنسان فيه بالمناظر الطبيعية وجمال الأزهار والورود. كما تجعل الحساسية المهمات اليومية صعبة في العمل وأداء مهمات الوظيفة والعناية بالأطفال وتنظيف البيت والاهتمام بالحديقة أو النباتات المنزلية، وتؤثر كذلك على الرغبة في التواصل الاجتماعي أو استقبال الناس بينما أنت تعطس طيلة الوقت أو تعاني من حرقة العيون والاحمرار والضيق والتعب. كذلك تؤثر على الرغبة في الممارسة الجنسية إذ أنها تترافق مع شعور مستمر بالتعب والضيق والرغبة في الراحة فقط. وفي الحقيقة تبدو الحساسية كما لو أنها سلوكاً اجتماعياً وليست مجرد عارض صحي، فمعظمنا لا يهتم في طريقة التعامل مع أمراضنا بشكل اجتماعي بل نكتفي بتناول الدواء. هذه بضعة نصائح: # مشاكل أسرية تزيد مشاكل الحساسية بزيادة التوتر، من هنا يمكن التخفيف من شدة أعراض الحساسية عن طريق تحكّم الشخص بالضغط النفسي. وكشفت دراسات عن وجود رابط وثيق بين أعراض الأمراض المناعية والأمراض العصبية النفسية. # مرضى الحساسية وأجواء المكتب والعمل قد تكون أجواء العمل سبب أساسي في تفاقم حساسيتك، مثلا يكون الكوندشن بارد جدا أو ساخن جدا ولا يطلب أحد من الإدارة تخفيفه في الحالتين، لأسباب تتعلق بالذوق وعدم الرغبة في إزعاج أحد أو التذمر أو أو. التوتر في العمل أيضاً يزيد من أسباب الحساسة ويفاقم حالتها، لذلك يفيد كثيرا تصفية أجواء التوتر في تحسن حالتك الصحية. # العلاجات الطبيعية كثيرون يعتقدون أن تناول العسل أو شرب الأعشاب يخفف الحساسية ويستجيبون للوصفات الشعبية من الزملاء والأصدقاء، في الحقيقة العسل المحلّى لا يعتبر مسكّناً فعالاً لأعراض التحسّس. والأعشاب لا تفيد في تخفيفها، وليس هناك دليل علمي أنها تفعل. فتوقفي عن الاستجابة لكل نصيحة شعبية لا أساس لها من الصحة. ولكن شرب السوائل عموما مفيد وجيد. # نظافة البيت التنظيف اليومي ومسح الغبار وتغيير الأغطية أمر مهم جداً، ولكنه قد يخفف من محرضات الحساسية في المنزل ولا يعني أنه يكفي لكي لا تشعري بالتعب في البيت. وتظل أهم النصائح من أجل تفادي الأعراض المزعجة والمعيقة أحيانا عن ممارسة المهام اليومية، تجنّب، قدر الإمكان، التعرض لمسبب الحساسية، وإغلاق الأبواب والنوافذ في موسم حبوب اللقاح وارتداء الكمامة الطبية على الأنف والفم، في فصل الربيع، عند مغادرة الفضاء المغلق، فضلا عن استخدام المحلول الملحي في الاستنشاق للتخفيف من الأعراض البسيطة. كما أن لممارسة الأنشطة الرياضية تأثير إيجابي على الشخص المصاب، إذ تقلل من الإجهاد ومن أعراض الحساسية، خاصة إذا تمت مزاولتها في الصباح الباكر أو المساء حيث يكون مستوى إنتاج حبوب اللقاح منخفضا.