عاشت صفحات المستخدمين المصريين على وسائط التواصل الاجتماعي، طيلة الأسبوع الماضي، موجة سخرية لاذعة من تسجيل أصبح معروفاً بـ "المعزة". يحتوي التسجيل على تخديد توجهه أحد أمهات البنات في مدرسة ابتدائية إلى أم أخرى لأن ابن هذه الثانية قام بتقبيل ابنة الأولى. وتتوعد الأم بأن أخ الطفلة الابتدائي سيضرب الطفل الذي فعل هذا، مع التأكيد على أن أهل الفتاة متدينون ولا يقبلون مثل هذه التصرفات من الصبي الذي وصفته الأم الغاضبة بـ "المنحرف". لم يتوقف الأمر هنا، إذ رد والد الطفل على التسجيل بتسجيل آخر، قائلاً "اللي عنده معزة يربطها" وأن ابنه حر يفعل ما يحلو له. لم نكن لنطرح مسألة هذه التسجيلات في موقعنا لولا أنها تدلل على كل ما في ثقافتنا من مشاكل، وتعالي نحاول فهم العقيلة التي تقف خلف هذه التسجيلات وهي عقلية شريحة كبيرة من مجتمعاتنا: # الاستجابة بعنف لمشاكل أبنائنا أو ما نعتقد أنه مشاكل يواجهونها. # الصورة السلبية للمرأة حتى وهي طفلة، فقد تحولت باللغة من طفلة بريئة إلى معزة. # الجهل بمعنى علاقات الصداقة بين الأطفال من الجنسين. # الشك في الأطفال بينما هم يتصرفون ببراءة ومن دون نية الإيذاء. # انتشار موضة اللجوء إلى المساحات العامة المتوفرة في الإنترنت لحل مشاكلنا وجلب الشهرة لنا أو لفت النظر إلينا، فأصبحت هذه طريقة نجد فيها المتزوجين يختلفون على صفحاتهم ويتصالحون ويتغازلون، ونجد الخلافات العائلية وقد طفت على صفحة فيسبوك.. فلماذا باتت وسائل التواصل غرفة من غرف بيتنا نعيش فيها حياتنا الخاصة أمام الناس؟ # الجهل الجهل والجهل بمهارات التربية، وبالكيفية التي علينا التعامل فيها مع تربية الأبناء الجنسية وحمايتهم من ارتكاب الأخطاء من دون ترهيب، بل والخوف من توعية أبناءنا التوعية الجنسية المطلوبة وتحاشي الحديث في هذه الأمور. # تحميل الأمور أكثر مما تحتمل، فلا الولد الطفل يقصد التحرش بالطفلة ولا الطفلة موضع تحرش هنا، فما يقوم به الأطفال حتى بلوغهم المراهقة أمور في سياق اللعب وغير مفهومة بالنسبة إليهم على النحو الذي يفهمه الكبار.