أنهت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية السعودية مؤخراً دورات تدريبية لتوظيف السعوديات كفنيات للأجهزة الذكية، فيما يُحكى عن خطط واسعة لتوظيفهنّ في المصانع وكحارسات أمن كذلك. تأتي هذه المبادرة لأن الوظائف التقليدية، كالتدريس أو العمل في القطاع الصحي، لم تعد كافية لتلبية الطلب المتزايد على العمل في بلد يعاني أكثر من 32.6 في المائة من نسائه، بحسب بيانات الوزارة الرسمية، من البطالة. لا تزيد الوظائف التعليمية السنوية عن خمسة آلاف وظيفة، فيما تتخرّج سنوياً أكثر من 72 ألف شابة من 74 جامعة حكومية وأهلية. هكذا، ينضممن إلى أكثر من 480 ألف عاطلة من العمل حالياً، فيما يُتوقع أنّ تنضمّ إليهنّ خلال أربع سنوات أكثر من 700 ألف شابة أخريات. هناك برامج كثيرة تسعى إلى توليد الوظائف للقضاء على البطالة عموماً، وتوليد الوظائف النسائية خصوصاً. لكنّها سوف تواجه تحدياً كبيراً في ملف سوق العمل النسائي، وهذا يتطلب تغيير توجهات النساء والمجتمع في المجالات التي تدرسها المرأة من التعليم إلى تخصصات مهنية أخرى. وتفيد بيانات رسميّة بأنّ نسبة الإناث من المستفيدين من إعانة البطالة بلغت أكثر من 82 في المائة، وقد مثّلت الحاصلات على شهادة البكالوريوس الشريحة الأكبر، مع نسبة تصل إلى 42.6 في المائة. وبالنسبة إلى الذكور، فقد مثّل الحاصلون على الثانوية العامة الشريحة الأكبر مع 48.3 في المائة. وتشير أرقام برنامج إعانة العاطلين من العمل (حافز) تشير إلى أكثر من 1.7 مليون سعودية عاطلة من العمل. ولأن توفر الوظائف بات صعباً بدأت شابات سعوديات يدخلن إلى مجالات غير معتادة. اليوم، سعوديات كثيرات يعملن كمشرفات في المطاعم الكبيرة، فيما تعمل أكثر من 420 ألف سعودية، بحسب تأكيد وزارة العمل، في قطاع التجزئة وبيع الملابس النسائية وكموظفات صندوق في الأسواق الكبيرة. ومنهن جامعيات بدأن في بيع الحلوى على وسائط التواصل الاجتماعي، أو يساعدن العرائس في التحضير لزفافهن. يذكر أن ملف البطالة يتزامن مع ملف العنوسة وارتفاع نسب الطلاق في المملكة، وهذا يخلق مشكلة اجتماعية كبرى لفتيات تأخرن في الزواج ولا يملكن عملاً ويعشن أوضاع نفسية ومادية صعبة.