رغم أن اللاجئ السوري في ألمانيا لا يدفع إيجار بيت، وتقدم له معونة تقدّر بـ 400 يورو شهرياً تزيد بحسب عدد أفراد الأسرة، إلا أن معظم هذه الأسر تريد أيضاً مساعدة أفراد عائلتها في الداخل، وبهذه المساعدة يصعب عليها أن تكمل الشهر في ألمانيا من دون معاناة.   من جهة أخرى يجد اللاجئون صعوبة في العثور على عمل، فأولئك الذي وصلوا في عمر متقدم لا يعرفون لا اللغة الألمانية ولا الإنجليزية لا يجدون عملاً عادة، أو تتوفر أعمال محدودة منها الحراسة والتنظيف في المطاعم وهذه الأعمال ذات الأجور القليلة، حتى وإن كانوا مؤهلين لأعمال أفضل مثل ميكانيك السيارات فإن حاجز اللغة يظل وافقاً في طريقهم.   الصعوبات لا تعد ولا تحصى، من هنا، يفكّر عدد كبير من اللاجئين بالعودة إلى وطنهم متى توفّرت الفرصة المناسبة، وهو ما قد يترجم فعليّاً على الأرض في المرحلة المقبلة، في ظلّ الإجراءات الجديدة التي أعلنت عنها السلطات الألمانيّة. فقد لجأ المكتب الاتّحادي للهجرة واللاجئين إلى تقديم حوافز ودعم مالي للراغبين بالعودة الطوعية، أو الذين رفضت طلبات لجوئهم، أو الذين لم تبت طلباتهم بعد.   وتأتي هذه الخطوة، بعدما بدأت الحكومة اعتباراً من الأول من الشهر الجاري، تطبيق برنامج يقضي بتقديم المساعدة المالية لحقّ العودة الطوعية، وهو ما أشارت إليه رئيسة المكتب الاتّحادي للهجرة واللاجئين يوتا كورد، في حديثها إلى صحيفة "فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ".   لا يتطلّب الأمر من اللاجئ سوى اتخاذ القرار بالعودة للبحث في إمكانية الدعم، على أن يصار أولاً إلى تحديد موعد لمقابلة شخصيّة، بالإضافة إلى بعض الشروط الأخرى، منها إعادة المال في حال قرّر مجدداً العودة إلى البلاد.   ومن المقرّر أن يمنح المكتب مبلغاً مالياً يصل إلى 1200 يورو للبالغين، و600 يورو لمن هم دون 12 عاماً، و800 يورو لكل من رفضت طلبات لجوئهم، بالإضافة إلى تذاكر السفر. وتحظى العائلات التي يزيد عدد أفرادها عن أربعة أشخاص على 500 يورو إضافية، علماً أنّ برنامج الاتحاد الأوروبي لشبكة الاندماج يعرض مساعدات أخرى، منها مبلغ 2700 يورو لتسيير الأمور إلى حين العثور على عمل.   وأظهرت تقارير صحافية ألمانيّة، أن المشروع القائم حالياً، والمدعوم من الحكومة، والذي تشرف عليه كلّ من وزارتي الداخلية والتنمية، خُصّص له مبلغ 40 مليون يورو إضافية هذا العام.