كثر العقوق من طرف الأبناء ومن طرف الآباء، فعندما يتخلى الأب عن مسئولية تربية ابنه أو يتخلف ويهرب من علاج ابنته المريضة نفسيا فهو أب عاق ومحاسب عند الله.   تقول إحدى السيدات التي استشارتني طلبا للعون: رزقت من زوجى بأربعة أبناء، توفى أحدهم وبقيت ثلاث بنات، تعيش إحداهن بعد الطلاق هاربة في عالمها الافتراضي مع مواقع التواصل الاجتماعي ولا علاقة لها بنا لا من قريب ولا من بعيد، أما الثانية فصغيرة لكنها تعيش فى رعب من أختها الثالثة الكبرى حيث أن الأخت الكبرى (ابنتي) مريضة نفسياً وتتصرف تصرفات غربية وتحب الجلوس بمفردها وتغلق على نفسها الحجرة ولا تهتم بنظافة ولا استحمام وتجلس بين النفايات من دون جدوى وعمرها الآن 15عاماً. وتتابع الأم قصتها: أنا مطلقة منذ عامين ولدى حكم بحضانة البنات ولكن اليوم أريد أن أسلم ابنتي المريضة لأبيها، لأني لا أعرف كيف أساعدها، فقد ذهبت بها لأرقى الأطباء وذهبت بها لأحسن الرقاة الشرعيين لكن لم يساعدها أحد ولا يقدر عليها أحد منا في البيت. فقد بلغ الحال أنها تهددنى بالقتل لأني حرمتها من قطتها المفضلة والتى أرى أنها أغلى على ابنتي من أمها وهي كل حياتها، حاولت أرضيها و أشترى لها قطة أخرى لكنها رفضت وأصرت على قطتها القديمة ولا أدري ما السبب وكل يوم أستيقظ على كارثة في البيت بسببها. الكارثة الأكبر أن الأب رفض استلام ابنته لخوفه على أسرته الثانية وأبنائه تقول الأم، "أنا كذلك أرفض حضانتها لأني أخاف منها على نفسي فهي تضربني وتدفعني خارج حجرتها بكل قوة وأصابتني في جسدي عدة مرات". وتكمل "لدي إعياء دائم وأرق وكوابيس وآلام فى الظهر وصداع دائم ذهبت للأطباء فأخبروني بأني سليمة عضوياً وليس عندي مرض معين، وفي يوم من الأيام وكانت ابنتنا عند والدها فقمت بتفتيش غرفتها لاكتشف أن ابنتى تستخدم كتب صفراء، وهي كتب تتعلم منها كيف تسحر وكيف تصنع الأعمال، صعقت وانصدمت بهذا ولما واجهتها هددتني وقالت: إذا ما سكتي سأؤذيك، فخفت منها بالحقيقة وحاولت أسلمها لأبيها ليعالجها لكنه رفض علاجها ورفض حضانتها وأنا لا أعرف ماذا أفعل ومهددة بكل لحظه. فما الحل يا سيدي؟ الجواب : الحل هو اللجوء للطب النفسي وللمؤسسات والجهات المعنية لإجبار الأب على تسلم البنت وأن تتابعي حالتها حتى يتم تسليمها للأب، لأن وجودها معك مسؤولية من دون أن تتعالج، فتدراكي الموقف قبل أن يتفاقم. ورسالتي للأب هي كلمة واحده إن كان يقرأ كلماتي: اتق الله فى ابنتك وطليقتك فكما تدين تدان وإن لم تعالجها فلا تتوقع بركة ولا خير بحياتك لأنك كل راع مسئول عن رعيته.