الخوف من المسؤولية، الخوف من الأبوّة، الخوف أن من التقدم في العمر، الخوف من عدم القدرة على إعالة الطفل، الخوف من أن حريتنا قد ولّت إلى الأبد وأننا عالقون الآن في دائرة ضيقة، الخوف من أن يحدث شيء للطفل، كل هذه المخاوف تدور في عقل كل أب يتعرف إلى مولوده الجديد وتصيبه بالاكتئاب الذي يحاول الرجل عادة إخفاءه عن الآخرين وأولهم الزوجة. تقول كثير من الزوجات إن زوجها تغير بعد الولادة، بارد جنسيا وعاطفيا يظل خارج البيت وقت أطول من ذي قبل، مهموم ومزاجه متعكر. في الحقيقة إن الاكتئاب لا يصيب النساء وحدهن عند استقبال مولود جديد، فقد أظهرت دراسة جديدة في نيوزيلندا أن بعض الرجال يتعرّضون للإصابة بالاكتئاب أيضا أثناء وبعد فترة حمل زوجاتهم. إذن وبدلاً من الدخول في مشاكل مع الزوج واستخدام كلمات مثل "انت تغيرت"، "ماذا حدث لك"، فكري بتقديم الدعم والمساندة له في المحنة التي يمر بها ولا يصرّح عنها. فقد وجد الباحثون في الدراسة التي شملت نحو أربعة آلاف رجل، أن نحو ستة في المائة ظهرت عليهم أعراض الاكتئاب في إحدى المراحل خلال فترة الحمل أو في الأشهر التسعة التالية للولادة. وأضاف الباحثون أن الحمل والولادة قد يزيدان خطر الاكتئاب عند الرجال، وإن كانت الأبحاث تقليديا تركز على النساء اللاتي هن أكثر عرضة للاكتئاب خلال الحمل وبعد الولادة. وذكر الباحثون أن أبحاثا سابقة ربطت أيضا بين الآباء المكتئبين ومعاناة الأطفال من مشاكل عاطفية وسلوكية. وارتبطت أعراض الاكتئاب بين الرجال خلال الحمل بشعورهم بالتوتر أو سوء حالتهم الصحية، وزاد احتمال ظهور الأعراض بين الرجال الذين حاصرهم التوتر أثناء الحمل أو انتهت العلاقة بينهم وبين أم الطفل أو من كانوا بلا عمل أو لهم تاريخ من الاكتئاب.