صحيح أن ملايين النساء حول العالم يقمن بمهمات الأمومة والأسرة ويعملن خارج البيت في الوقت نفسه، لكن هذا لا يجعل منها مهمة سهلة أبداً، بل إن الدراسات الاجتماعية الحديثة تقول إن الأم العاملة تواجه أكبر تحديات العصر.   كما تشير الدراسات إلى أن مهنة المربية أو الحاضنة أو العاملات في الحضانة ستزيد طلباتها مع الوقت مع زيادة أعباء المرأة أكثر فأكثر وانتشار الطلاق وظاهرة الأم التي تربي أطفالها وحدها في كل أنحاء العالم.   والنصيحة الوحيدة النافعة في هذا الصدد هي أن تؤدي الأم كل وظيفة على حدا، كما يقول خبراء واستشاريو الأسرة، حيث أنها لا يمكن أن تركز على أمومتها في العمل ولا أن تركز على عملها في البيت.   القاعدة الذهبية لكل أم عاملة أن يكون لديها سكين في عقلها تقسم بها تركيزها إلى نصفين، لكي تستطيع أن تنجح في مهمتين صعبتين.   وهذا يقتضي فصل الحياتين المهنية والعائلية، فليس مسموحا العمل في البيت أو إن كنت تعملين من البيت فعليك تحديد الزمان وكذلك توفير مكان للعمل داخل المنزل، يفصلك عن الأجواء الأسرية طيلة وقت العمل.   ولكن حين تنتهي ساعات عملك فلا بد أن تهبي أسرتك وقتا نوعيا، المهم أن يكون الوقت له معنى وليس أن يكون وقتا طويلا، بمعنى مشاركتهم في أفكارهم والتحدث معهم والإصغاء بحرص إليهم وفتح قنوات التواصل دائما ليبوحوا لك بمشاكلهم، وقضاء العطلات في اللعب والمتعة، والتقرب منهم لكي لا يحسوا بالجفاء نحوك والخوف منك وعدم الثقة بإخبارك بخصوصياتهم.   تذكر أن طريق الثقة والأمان والصدق والمصارحة والتعاون وتقديم المساعدة عند الحاجة إليها وعدم الخذلان، هذا هو الطريق الذي تبنينه ليمشي أبناءك عليه نحوك هو ما ينجي الأسرة ويحفظ تماسكها ويحميها في أحلك الظروف.