الفيتامينات التي تجدينها على أرفف الصيدليات والمتاجر هي مفيدة جداً، ولكنها مفيدة لتعالج نقصاً يعرف الإنسان عن وجوده بعد إجراء تحليلات مخبرية للدم.   هذه مدرسة في الطب، يعتبر أصحابها أن من يأخذ فيتامينات مكملة عن جهل وبلا سبب، فهو فقط يدفع ثمن باهظا ليكون بوله غالي الثمن، وفقاً لتعبير ورد في مقال ظهر اليوم في صحيفة "غارديان" البريطانية، فالجسم يطرح فائض الفيتامينات في البول وهذا ما يحدث لنقودك التي تتكبدين خسارتها لشراء ما لا يلزم. الدراسات تقول إن نسبة الإقبال على تناول هذه الفيتامينات المكلمة في ازدياد كبير، وقد أصبحت صناعة وتجارة عالمية يساهم في ربح أصحابها الترويج المستمر والمدفوع الثمن لضرورة تناول فيتامينات يومياً سواء أكان الجسم بحاجتها أو لا. فالأمر لا يخلو إذن من "بزنس" ولا يتعلق بخوف هذه الشركات على صحتك. هذا الإقبال الكبير دفع بالخبراء في دول مختلفة إلى دراسة الفعالية لهذه الكميات التي يتناولها البشر يومياً في كل مكان، خوفاً من المرض باعتبارها نوعاً من الطب الوقائي أو ظناً أنها تزيد الألق والجمال أو تنشط الجسم. لكن مدرسة أخرى في الطب الوقائي ترى أن هذه الفيتامينات ضرورية لسبب أساسي، هو فقر النظام الغذائي لمعظم البشر حالياً، الذين يعتمدون على وجبات سريعة أو أطعمة معلبة وجاهزة أو حتى المصابين بهوس النحافة، لذلك هناك حاجة ماسة للحصول على هذه الفيتامينات. كما أوصى أصحاب هذه المدرسة بتناول الفيتامينات بسبب زيادة التوتر في عصرنا، فهو عصر العمل والسرعة والرقمية والضغط والقروض والبحث عن وسائل لتأمين العائلة والبيت والصحة والسيارة والحياة.. كل هذه الضغوط تحتاج إلى صحة وإلى فيتامينات ومعادن تساعد الإنسان على التخفيف من أثر التوتر على صحته. مدرسة ثالثة تقول قبل أي مبادرة شخصية بأخذ الفيتامينات لا بد من اختبار دم لمعرفة ما ينقص الجسم منها، ثم لا بد من التركيز على وجبات متكاملة وعلى أن يأخذ الجسم حصته من هذه الفيتامينات والمعادن بطريقة طبيعية، ولكن إن كان هناك نقص فعند ذلك من المفيد مساعدة الجسم بتناولها. ومهما كانت مدرسة الطب التي تميلين إليها، فالتوصية التي اجتمعوا عليها أنه وفي حال قررت تناول فيتامينات ومعادن مكملة على شكل حبوب، فلا بد أن تتأكدي أنها بوصفة طبيب وأنها من نوعية جيدة وموثوق بها، ولا تعتمدي على الحبوب التي تقول علبتها إنها مستخلصة من نبتة كذا ونبتة كذا فهذه ليست مفيدة عادة. وأخيراً مع أي مدرسة أنت؟ هل تتناولين الفيتامينات يوميا مهما كانت حالتك الصحية، أم تتجنبينها، أم أنك تنوين إجراء تحاليل ثم اتخاذ القرار بخصوصها؟