كانت حياة الشابة كارا موتشي تشبه ما توحيه صورتها الأولى تماماً، تحب الحفلات والطعام والسهر ودعوات العشاء الكبير، وحفلات الكوكتيل، وتذوق مطابخ العالم المختلفة.   لم يكن يردعها شيء عن تجريب الطعام الذي تحب وقتما شاءت، آخر الليل أو أول النهار. كانت كارا تشعر أن تناول الطعام هو المتعة التي ما بعدها متعة، وهي بالتأكيد من متع الحياة لكنها أدت بها إلى خسارة أمور كثيرة أخرى، من بينها التمتع بالصحة الكاملة والنشاط والحيوية والجمال والموضة.   تقول كارا "كنت أشعر بجوع مستمر، حتى بعد أن أنتهي من تناول وجبة كبيرة بساعة فقط، أعود لحالتي الأولى وأريد أن آكل من جديد".   وتكمل "لم أمارس من قبل رياضة في حياتي، وكان صديقاتي يطلبون مني الذهاب معهم إلى النادي، فأظل أتحجج لأنني كسولة جداً، حتى توقف الجميع عن الطلب".   صحيح أن كارا كانت تستمتع بالطعام، لكن كل وجبة مجنونة كان يتبعها الندم وأحياناً الحزن، والكراهية لجسدها. ومثل كل البنات يخطر لكارا بين وقت والثاني أن تبدأ رجيماً قاسياً، لكنها تخفق وتتراجع، حتى أتى اليوم الذي عزمت أمرها وقررت إجراء تدخل جراخي يوقف هذه الشراهة عند حدها.   تقول "أتذكر في عيد ميلادي الخامس والثلاثين بقيت على غير عادتي في السرير طيلة النهار أبكي، ولم أحتفل مثل كل عام، كنت قد خسرت عملي، ولم أعرف ما هي الخطوة المقبلة في حياتي، شعرت أنني بحاجة إلى تغيير جذري يبدأ من تغيير الكيفية التي اتعامل فيها مع نفسي".   كانت أمي قد أجرت عملية تغيير مسار المعدة قبل عشرة أعوام، وكانت نتيجتها ناجحة جداً، وكل هذا الوقت وهي تحاول إقناعي أن أقوم بها، قررت أن آخذ بنصيحة أمي، لأن وزني آنذاك كان قد تجاوز 140 كيلو وأي رجيم عادي سيأخذ أكثر من عام لكي أحصل على نتيجة". ما أن أخذت القرار، أصبحت كارا تتعامل مع خسارة الوزن والعملية كمشروع عليها أن تنفذه وتنجح فيه، وقبل العملية بشهرين بدأت حمية تحت إشراف الطبيب خسرت فيها 15 كيلو، كانت الحمية هذه ترتكز على استبعاد الخبز والرز والمعجنات والمعكرونة والبطاطا والحلويات من وجباتها، وأن تقتصر على البروتينات والخضروات.   بدأت أيضا وفقا لنصيحة الطبيب بالمشي السريع أو الهرولة يومياً لمدة 20 دقيقة فقط، على أن تزيد كل خمسة أيام خمس دقائق إلى أن تصل إلى ساعة.   وبعد شهرين أجرت العملية، وقد خسرت الآن نصف وزنها تقريباً وما زالت تخسره، لكنها استمرت في نصيحة الطبيب بممارسة الرياضة يومياً كل يوم بشكل جديد لكي لا تمل، فكونت مع صديقاتها مجموعة اسموها "عائلة اللياقة"، يدعمن بعضهن وتشجع الواحدة منهن الأخرى.   تقول كارا: "لقد أجريت العملية فعلاً، وخسرت الكثير من الوزن، لكن ما غير طريقة تفكيري وأشعرني بالرضا عن نفسي أكثر هو تغير طريقة حياتي بالرياضة والصديقات والسيطرة على شراهتي وتناول أكل صحي أثر كثيراً على مزاجي".