هو مرض التهابي جلدي مزمن، يتميز بظهور بقع حمراء، مغطاه بقشور بيضاء، وفضيه اللون، ولامعة، شبيهة بصدف البحر. ولهذا يسمى المرض باللغة العربية "الصدفية". للتعرف أكثر عن هذا المرض، أجرت "أنا زهرة" مع هشام عمر، المدير الاقليمي لشركه ليو فارما بمنطقه الخليج. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الصدفية؟ لم يعرف حتى الآن السبب الدقيق للصدفية فهي حالة مرضية معقدة ناتجة عن أسباب عدة قد تكون وراثية، ومناعية، وبيئية ونفسية. وهي عوامل متداخلة تسرع من وتيرة تكاثر خلايا الجلد وتَقَشّرها في وقت قصير. يلعب العامل الوراثي دوراً مهماً في ظهور المرض عند حوالي 30% من المرضى، كما أن الضغوط النفسية الكبيرة والخوف والقلق والتوتر يساعد في ظهور المرض، وخصوصاً عند الأشخاص ذوي الاستعداد الوراثي للإصابة به. ما هي العوامل التي يمكن أن تزيد من الصدفية؟ تختلف محفزات الصدفية من شخص لآخر، فما قد يتسبب بإصابة شخص ما بالصدفية، قد لا يتأثر به الآخر على الإطلاق. العوامل الخارجية: تتضمن العوامل الخارجية إصابات الجلد مثل حروق الشمس والتلقيح والخدوش. وقد أطلق على ردة الفعل هذه ظاهرة "كوبنر" تيمناً بأحد أطباء القرن التاسع عشر والذي أُصيب ببقع جديدة من الصدفية في مواضع من جسمه تعرضت لعضات من حصانه. وهناك عوامل أخرى خارجية قد تؤدي إلى الصدفية ومنها: الحلاقة، واللدغات، والكدمات، والاحتكاك أو الفرك، والوخز بالإبر، والتهيج الكيميائي، والشريط اللاصق على الجلد والوشم، والدمامل، والأمراض الجلدية، والفقاقيع والبهاق، والجرب. العوامل الداخلية تشتمل العوامل الداخلية على التوتر النفسي، بالإضافة إلى تناول بعض أنواع الأدوية مثل والكورتيزون. وقد تحفز بعض الالتهابات، وبخاصة العقديات البكتيرية، الإصابة بالصدفية. ومن خلال حديث المريض مع طبيبه المعالج يستطيع الطبيب بخبرته تحديد مسببات مرض الصدفية المحتملة ومساعدة المريض على تجنبها. ما هي العوارض التي تحصل بسبب الصدفية؟ يمكن أن تصيب الصدفية أي موضع في الجسم وتختلف أعراض الصدفية وفقاً للموضع المصاب من الجسم. وأكثر الأماكن شيوعاً في الاصابة هي الكفين، والساقين، والركبتين، والقدمين، و الأظافر، وفروة الرأس وقد يؤدي ذلك إلى صعوبة متفاوتة بالقيام بالأنشطة اليومية أو المهام الدقيقة. وعادة ما تأخذ الصدفية شكل لويحات بيضاوية أو غير منتظمة الشكل تتميز بلونها الوردي المائل إلى الاحمرار نتيجة لوجود التهاب في الجلد، واتكون مغطاة بقشور بيضاء أو فضية يصاحبها جفاف وتشقق في الجلد مع رغبة شديدة في الحكة. ونتيجة للحكة الشديدة والجفاف والتشقق، يسهل دخول الجراثيم إلى الجلد المصاب، ما يؤدي إلى تأزم الحالة والدوران في حلقة مفرغة من الالتهابات المستمرة. تعد الحكة (أو الهرش) أسوأ عارض من أعراض الصدفية، وهي تصيب حوالي 80% من المصابين. تثير الصدفية رغبةً لا تقاوم في الحك وتزداد عند تعرض الجلد للالتهاب، بالإضافة إلى العديد من العوارض ومنها الجفاف الذى يتسبب في حكة الجلد. يجد معظم الذين يعانون من الصدفية أن الحكة هي أكثرالأمور إزعاجاً، ويمكن أن تتراوح بين معتدلة إلى حادة، إلا أن الحاجة الملحة للحك تصيب الجميع الى درجة معينة. ومع أن الحك قد يؤدي إلى راحة مؤقتة إلا أنه يزيد من تهيج الجلد ويسبب توسعاً في البقع في المواضع المصابة، ما يؤدي إلى زيادة التوتر الذي يشعر به المريض من الصدفية ويفاقم الأعراض الناتجة عنها. من هم الأشخاص المعرضين للإصابة بالصدفية؟ يمكن لأي شخص أن يصاب بمرض الصدفية. وهو شائع بين النساء والرجال على حد سواء ويصيب نسبة 2 الى 3 بالمئة من سكان العالم. قد تبدأ الصدفية في أي عمر ولكن معظم الاشخاص يصابون بمرض الصدفية خلال الفترة العمرية ما بين 20 الى 35 سنة. إن نسبة 75? من حالات الصدفية تحصل قبل سن الأربعين. إلا أنه من الممكن أن يصاب المرء بالمرض خلال فترة الطفولة وفي سن الشيخوخة. تبين الأبحاث بأن فرصة الإصابة بالصدفية لشخص ما هي 10% في حالة إصابة أحد الوالدين بالمرض وتزيد هذه النسبة لتصل إلى 50% في حالة إصابة كلا الوالدين بالمرض. مع العلم أن ليس كل من يرث جينات وراثية للصدفية يصاب بالمرض. فهناك عوامل داخلية أو خارجية تساهم في ظهور المرض و تفعيل شدته. ما هي العلاجات الطبيعية المتاحة للصدفية؟ تعطي أشعة الشمس مفعولاً إيجابياً لدى الكثير من المرضى الذين يعانون من الصدفية. وبالتالي، قد تتضمن العلاجات التعرض المنتظم لأشعة الشمس (العلاج بواسطة المناخ) أو العلاج بواسطة الأشعة فوق البنفسجية الاصطناعية. يستخدم العلاج بالضوء (المعروف أحيانا بالعلاج الضوئي) لمعالجة الصدفية المتوسطة إلى شديدة. ولا يعرف بالتحديد كيف يعمل العلاج بالضوء، ولكنه من المعلوم أن يمكن للضوء الطبيعي ولأنواع محددة من العلاجات بواسطة الأشعة فوق البنفسجية أن تحسن حالة الصدفية بشكل ملحوظ لدى العديد من المرضى. و أكثر العلاجات الطبيعية المعروفة هي العلاج بمياه البحر الميت حيث أثبتت الأبحاث تحسن نسبة كبيرة من مرضى الصدفية بالعلاج بهذه المياه الغنية بالمعادن. ما هي العلاجات الطبية؟ هناك خيارات متعدّدة ومختلفة لتخفيف أو علاج الصدفية وأعراضها، ولا بد من استشارة الطبيب ليصف العلاج المناسب لكل حالة. عادة، نَقسم العلاجات المختلفة إلى أربع فئات: العلاجات الموضعية: تشمل المنتجات التي توضع على الجلد مثل الكريمات والجل أو المراهم. العلاج الضوئي والعلاج بواسطة المناخ: العلاج بالضوء. العلاجات الجهازية: يؤخذ الدواء عن طريق الفم أوعن طريق الحقن. العلاجات البيولوجية: تُعتبر المستحضرات البيولوجية نوعاً خاصاً من العلاج الجهازي تُعطى عادة عن طريق الحقن وهي تستهدف جزءاً معيناً من الجهاز المناعي. هل هذه العلاجات الطبية تحمل ردات فعل سلبية؟ تساعد الستيرويدات الموضعية على إزالة القشور والحد من التورم والتأجج والاحمرار والحكة، ولكن هناك بعض الآثار الجانبية الشائعة عند الاستخدام الطويل الأمد مثل ترقق الجلد، والتغيرات في اللون، والكدمات، وتوسع الخدوش، والاحمرار والأوعية الدموية متوسعة السطح. وعادة، لا ينبغي أن تستخدم الستيرويدات القوية يومياً ولمدة طويلة. وفي حال حدوث ذلك، يجب استشارة الطبيب قبل التوقف عن العلاج. وتتمثل الآثار الجانبية الشائعة للعلاج بواسطة الضوء باحمرار الجلد والشعور بالحكة، أو الجفاف بعد التعرض للأشعة فوق البنفسجية. فيما قد يُصاب بعض الناس بردة فعل تشابه حروق الشمس، ويمكن أيضا أن يختبروا تدهوراً مؤقتاً لحالة الصدفية قبل أن يبدأ الجلد بالشفاء. من المهم أن يتجنب المريض الإصابة بحروق الشمس، وأن ندرك أن التعرض المفرط لأشعة الشمس يمكن أن يؤدي إلى شيخوخة الجلد وزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الجلد. هل برأيكم النظام الغذائي الخالي من الغلوتين يساعد في التخفيف من أعراض الصدفية؟ بما أن النظام الغذائي الخالي من الغلوتين يحصل على المزيد من الاهتمام في هذه الأيام، فإنه جدير بالمعرفة ما إذا كان ذلك يساعد على تقليل أعراض الصدفية. إن اتباع نظام غذائي خال من الغلوتين هو العلاج الوحيد المعروف لبعض أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الجهاز الهضمي، ويشتبه بعض الخبراء في أن الصدفية، وهي أيضاً اضطراب في المناعة الذاتية، قد تكون على صلة بهذه الأمراض، فيما يعتقد خبراء آخرون أن كلا المرضين ليسا مرتبطين مباشرة بالضرورة. ولا يزال النقاش مستمراً حول هذا الموضوع، ولكن في بعض الحالات، لا يبدو أن النظام الغذائي الخالي من الغلوتين، وهو بروتين معقد موجود في القمح والشعير يساعد في الحد من الصدفية. في عدد محدود من الحالات، يمكن أن يؤدي النظام الغذائي الخالي من الغلوتين إلى تحسينات كبيرة. ومع ذلك، يُعدّ اتباع هذا النظام أمراً مقيداً ويحتاج إلى التزام كبير، وبالتالي لا ينبغي اتخاذ هذه الخطوة إن لم تكن ضرورية.