الإنسان مثل نبتة إذا أهملتها ذبلت وماتت، وكلما سقيتها الماء واعتنيت بها حيت وترعرعت وأتت أكلها، كذلك شريك الحياة كلما أعطيته من حنان ورقي ودفء واحترام حتما سيحيا الحب بينكما وسيعود من ثباته العميق.   الحب لا يموت أبدا رغم تشاؤم البعض وفقدان الأمل، قد تغطى المشاكل على حياتنا فتخدر الحب وتجعله متجمدا لكنه لا يموت أبدا. دليلي قصة واقعية لزوج حضر من وحكاها من باب نقل تجربته لغيره من المتزوجين تثبت ان الحب يمكن أن يحيا من جديد حتى لو كان ميتا لأنه في حقيقته نفحة ربانية خالدة قد يضعف بسبب المشاكل أو يمرض أو يخدر لأيام وشهور لكنه لا يموت يقول الزوج:   قضيت معها 15عاما كان الحب فيها قبل الزواج بعامين وبعد الزواج بعامين لكننا عشنا 13 سنة من الخلافات خدرت الحب وجمدته في القلوب وانفصلنا عام كامل ثم عدنا لوجود شيء جميل في القلب ما مات بعد هو الحب، سافرت زوجتي والأبناء بالاجازة وقضوا شهرا أعدت التفكير في حالنا ومشاكلنا التي هدتنا واتعبتنا كادت تمرضنا عضويا ونفسيا وقلت في نفسي: لمتى سنظل هكذا؟ وأدركت أنني لو بدأت بنفسي احياء الحب بيننا لعله يعالج مشاكلنا ويداوي جراحنا لقد كنا طوال تلك السنوات مشاكل وشجار أمام الأبناء لكنني سألت نفسي: أليس كل منا يحمل الأخر عند مرضه؟ ألسنا نتواسى حين يحزن أحدنا؟ ألم نرجع رغم الطلاق والانفصال؟ أليس ذلك دليلا على الحب رغم وجود التراكمات والخلافات؟   لقد قررت عند عودة زوجتي أن آخذ بزمام المبادرة ونجحت تجربتي في عودة الحب بكل قوة بيننا وعدنا كأننا مخطوبين وتعاملنا بحب وراحة وكأن النور يملأ جنبات نفسي. فسألت الزوج: وما الخطوات التي اتبعتها لنتعلم من تجربتك؟ قال الزوج: # تقربت لربي أكثر بالطاعات العبادات الصدقات وداومت على صلاة الفجر وتوجهت بالدعاء عند السحر بأن يطهر الله قلبينا من الخلافات والشحناء والبغض وراقبت ربي في حياتي وأصلحت ما بيني وبينه اعتقادا مني أن من أصلح علاقته بربه أصلح ما بينه وبين خلقه وأولهم شريك الحياة. # لما رجعت زوجتي من السفر استقبلتها بالابتسامات الصادقة والأحضان الدافئة والأطراء والإعجاب بملبسها ومظهرها وكلامها وكنت بالأهم صادقا لا متصنعا فأحست هي بذلك وبدأت تبادلني حبي لها.   # وكانت المفاجأة أن زوجتي تقربت بسفرها لله بالأدعية والعبادات النوافل مما ضاعف الطاقات الايجابية بيننا وقلل الشحنات السلبية بقلوبنا، قال سبحانه: (ألا بذكر الله تطمأن القلوب).   # كنت حين ألقاها بأي مكان بالبيت وحين عودتي أو خروجي للعمل أمطرها بقبلاتي وأحضاني ولا تستيقظ إلا على أنفاسي الجميلة لأني كنت لا أهتم برائحة فمي من قبل لكني غيرت من نفسي لكي لا تتضايق، تصرفات بسيطة لكنها تديم الحب والود وتنير الحياة بهجة وسرورا.   # بررت ووصلت أهلها بقوة لأني أعرف أن ذلك سيسعدها فتجاوبت معي بنفس التصرف بزيارتها واهتنمامها بإخوتي واهلي.   # لاحظت تغير طباع الأبناء مع بعضهم فبدلا من أصوات الخلاف والعناد وضربهم لبعضهم وجدت روح الهدوء لأول مرة بالبيت وحسن التعامل بين الإخوة لأن استقرار الأبوين نفسيا ينعكس على كل الأبناء تعاملاتهم وتفوقهم بالمدرسة.   لقد عاد الحب من جديد بهذه الخطوات البسيطة والعبرة بمن يبادر وينطلق بصدق لاعادة نبضات الحب لقلب شريك حياته.