عندما ننطق باسم الأم فإننا نشعر بالدفء والحنان والأمن والأمان، فليست الأم رحما يدفع لأرض تبلع، ما ذنب المجتمع أن نصدر له أبناء بلا أم وإن شئت فقل: بلا خلق بلا حب بلا حنان...وما قساة القلوب قتلة الأبرياء إلا هؤلاء المحرمون من حنان ووجود الأم...كثيرا ما سمعنا عن آباء تخلوا وهجروا الزوجة والأبناء، لكن العجيب أن ترى أمًّاً تخلت وتركت الأبناء بحثا عن الإشباع العاطفي وعاشت حياتها لنفسها ولرغباتها. يقول أحد الأزاوج الذين طلقوا زوجاتهم: طلبت زوجتي مني الطلاق لوجود مشاكل عادية مثل كل البيوت لاكتشف بعدها أنها كانت تريد الزواج من غيري، فقلت في نفسي: ربما ذلك طبيعي ومن حقها طالما أنها سلكت طريق الحلال. لكن ما لا يقبل أن تترك الأبناء لتربيهم أمها العجوز المريضة، أو لتربيهم الشوارع ولولا أنني فقير الحال لضممتهم لي لكنها الفقر والحاجة. سمعت أنها تزوجت بشاب يصغرها بعشر سنوات وسافرت معه 3 أشهر تاركة ابنتنا البالغة من العمر 3 أعوام ومعها أخوين (6 سنوات و7 سنوات) هكذا بدأ الأبناء يتغيبون عن المدرسة ولا يذاكرون ولا يتعاملون إلا بالعصبية والغضب وضرب بعضهم البعض. وقد حاولت احتواءهم لكني ما استطعت لبعدهم عني وأنا ربما لا أجد أجرة التاكسي لأحضر أزورهم واصطحبهم. حزنت على حال أولادي قبل حالي فالأم ظروفها المادية أفضل مني لذلك استغلت فقري أمام قدرتها المادية وطلبت الطلاق لتنفق راتبها على حبيبها بدلا من أن تنفقه على أبنائها، ولما عادت من السفر استأجرت سكنا للزوجية، لتبقى معه وحدهما دون الأبناء وهي على هذه الحال منذ سنة. فماذا أفعل لإنقاذ أولادي؟ الجواب: إن تخلي الزوجة عن أسرتها وأبنائها وبيعهما بثمن بخس لهي الطامة الكبرى، التي تولد آثارا مدمرة للمجتمع ككل، أقول من حقها أن تتزوج من شاءت لكن ليس من حقها رمي  الأبناء على جدة مسنة ومريضة، لا يقع ذلك الجرم البشع إلا عندما تسقط الأمومة. وما ظهر المتشددون والمتطرفون والارهابيون إلا بسبب أم تخلت أو أبا  مشغولا، لذا أوجه رسالتي للأبوين قائلا: لا تتخلوا عن احتضان الأبناء مهما حاولت أن تغرينا مفاتن الحياة،وأدوا رسالة التربية والتوجيه لهم،ولا تظنوا أنهم بحاجة للطعام والشراب أكثر من حاجتهم للتربية والخلق.