يعتقد الجميع أن الأمراض هي إخفاق الجسد في تأدية مهمة ما، وأن السبب طبي فقط يتعلق بكيمياء هذا الجسد التي يفترض بالدواء أن يتدخل لإعادتها إلى مسارها. لكن الحقيقة أن المرض أي نوع من المرض، لا يتعلق بالجسد فقط، بل بنمط الحياة الاجتماعية والمؤثرات المحيطة، وتقول معظم الدراسات النفسية الجديدة أن كل مرض عضوي أساسه نفسي. وبما أننا نعيش في عصر من التوتر، فإننا نعرف أن أمراض التوتر هي الأعلى في أمراض العصر ومن بينها الضغط والسكري والاحتراق العصبي وأمراض القلب، ومن أعلى الأمراض انتشاراً أمراض الحساسية المختلفة، من الربو والجيوب الأنفية وحساسية الأكزيما. وهذه الحساسيات ليست مجرد أمراض عضوية، بل إنها أيضا مرتبطة بالسلوك الاجتماعي والحياة التي نعيشها والتفاصيل اليومية بين البيت والعائلة والشارع والعمل... ولكن كيف؟   1- أجواء العمل قد تكون أجواء العمل سبب أساسي في حساسيتك، مثلا يكون الكوندشن بارد جدا أو ساخن جدا ولا يطلب أحد من الإدارة تخفيفه في الحالتين، لأسباب تتعلق بالذوق وعدم الرغبة في إزعاج أحد أو التذمر أو أو. التوتر في العمل أيضاً يزيد من أسباب الحساسة ويفاقم حالتها، لذلك يفيد كثيرا تصفية أجواء التوتر مع المدير والزملاء في تحسن حالتك الصحية.   2- الاستجابة لنصائح العلاجات الطبيعية كثيرون يعتقدون أن تناول العسل أو شرب الأعشاب يخفف الحساسية ويستجيبون للوصفات الشعبية من الزملاء والأصدقاء، في الحقيقة العسل المحلّى لا يعتبر مسكّناً فعالاً لأعراض التحسّس. والأعشاب لا تفيد في تخفيفها، وليس هناك دليل علمي أنها تفعل. فتوقفي عن الاستجابة لكل نصيحة شعبية لا أساس لها من الصحة. ولكن شرب السوائل عموما مفيد وجيد.   3- السلوك نحو نظافة البيت التنظيف اليومي ومسح الغبار وتغيير الأغطية أمر مهم جداً، ولكنه قد يخفف من محرضات الحساسية في المنزل ولا يعني أنه يكفي لكي لا تشعري بالتعب في البيت.   4- مشاكل أسرية في الحقيقة، يمكن التخفيف من شدة أعراض الحساسية عن طريق تحكّم الشخص بالضغط النفسي، إذ إن أعراض الحساسية تزداد كلما ارتفع مستوى التوتر النفسي عند الشخص المصاب. وكشفت دراسات عن وجود رابط وثيق بين أعراض الأمراض المناعية والأمراض العصبية النفسية.   5- الأطعمة قولي لي ما تأكلي أقل لك من أنت.. الأكل والاستسلام لكل ما لذ وطاب جزء أساسي من محرضات الحساسية، قومي بإجراء فحص لحساسية جسمك للأطعمة، واستبعدي كافة ما يبدو لك غير صحي، الغذاء أيضا سلوك اجتماعي حضاري يرفع من سوية الجسم في التعامل مع أمراضه، فلا تضيعي على جسمك الفرصة. ويقترح الدكتور ديفيد ستوكس، اختصاصي الأمراض التحسسية والمناعية بجامعة أوهايو، أن يقوم المصاب ببعض الوسائل لإزالة التوتر لديه، كالراحة والنوم وممارسة التمارين الرياضية الخفيفة واتباع حمية صحية، إضافة إلى التأمل وممارسة اليوغا، للتخفيف من شدة نوبات الحساسية وتواترها.