الوالدان والبيت هما السكن والحماية الأولى والأساسية لكل طفل وهما الملاذ الآمن لكل شاب وفتاة مهما تلاعبت بهم تقلبات الحياة أو شوه عقولهم بعض أصدقاء السوء، تحت كل الظروف يبقى البيت والأسرة هما الدرع الواقي والمفر والمقر والمستقر لكل أبنائنا العاق منهم قبل المطيع. لماذا أقول وأؤكد على تلك النقطة؟ لأن بعض الآباء اليوم بدأ يلجأ لسياسة تربوية خاطئة في التعامل مع أخطاء بعض الأبناء، فمن قبل كان بعض الآباء يحبسون الطفل بغرفته أو بالحمامات -أعزكم الله- أو في غرفة المخزن كنوع من العقاب على خطأ ارتكبه مما ولد عند الأبناء فيما بعد العقد النفسية وكره الطرف المعاقِب وزرع الخوف من الأماكن المغلقة والمظلمة . أما اليوم فقد ظهرت طريقة عقابية أسرع وأكثر رواجاً وراحة للأبوين ألا وهي قيام الأب مثلا بطرد الابن المخالف بل وطرد البنت في بعض الحالات، وانا أتساءل: في أي شرع وفي أي قانون تربوي تعلم الأب ذلك العقاب؟ أم أنها موروثات من والده(جد الطفل) حملها الأب ليطبقها على أولاده؟ ثم هل نجحت تلك الطريقة؟ هل سمعنا عن حالة واحدة ممن طردوا أنهم استقاموا أو نجحوا بحياتهم؟ كلا والله. بل الحقيقة أن ما تواجهه المجتمعات الآن من أمراض وجرائم اجتماعية وخلقية كان المحرك والفاعل فيها هم الأبناء المطرودون من بيوت آبائهم، لأننا طردهم جعلناهم فريسة سريعة وسهلة بيد المنحرفين والمدمنين والسارقين والمنحرفين فكريا. تقول الأم (ف): فشلت كل الطرق في اصلاح ابننا الأكبر وصار يشرب المخدرات علنا ويسرق مالنا علنا والسبب أن والده ظل يعاقبه بالطرد 3 سنوات ولما ندم زوجي واراد أن يعيده لحظيرة البيت لم يستطع لأن الولد كان قد قطع معه المجرمون شوطا كبيرا فترك دراسته ووصل به الحال أنه قبض عليه بحوزته قطعة من الحشيش ووضع بالمؤسسات العقابية للأحداث. لا ...لطرد الأبناء صاحبوا أبناءكم، ضيقوا عليهم طرق التواصل مع أصدقاء السوء لكن ليس بالطرد، لأنك إذا طردته تكون قد قويت صلته معهم، ومهما بلغ تمرد الابن حاولوا تقويمه بحرمانه مما يحب من لعب أو أجهزة الكترونية أو خروجات  أو أنواع من الحلوى لكن لا تطردوهم من البيت لأنه إن طرد فقد الدرع الواقي وكان عرضة لعوامل الفساد الاخلاقي والاجتماعي. كونوا قدوة في التعامل أمام الأبناء فلا تتشاجروا وتتناحروا أمامهم واحترموا العشرة وقدسية البيت ساعتها سيحترم الأبناء نصائحكم، وإلا كيف لأب يشرب ويدخن وبنفس الوقت يتشاجر مع ولده لأنه اكتشف أنه يدخن ويتعاطى؟. تقول إحدى الزوجات: طلبت الطلاق لأن زوجي كان يحتفظ بزجاجات الخمر بالثلاجة فلما شرب منها ابننا المراهق يوما ما طرده والده قائلا له: أنت تريد الانحراف والإدمان ؟ قلت لزوجي: وماذا نسمي فعلك  أنت أيها الأب الفاشل؟ فضربني وطلبت الطلاق. أحبتي وأعزائي القراء ،، إن من جد وجد ومن زرع حصد، ومن زرع وردا بتربية أبنائه سيجنى الورد ومن زرع شوكا بتربية أبنائه ورباهم على سياسة المنع والطرد والحبس فلن يصدر للمجتمع إلا المنحرف والإرهابي والسارق والقاتل.بيوتنا هي مصنع الجيل وإذا حرم الطفل وطرد وابعد عن هذا المصنع التربوي فسيتحول يوما ما لقنبلة موقوتة تهدد أمن الأسرة والمجتمع فلا ..وألف لا... لطرد الأبناء.