محاكمة أخلاقية وعنصرية لكل اللاجئين تتجدد كل يوم مع كل حادثة أو خبر، فمع تناقل الصحف ووسائل الإعلام لاعتقال لاجئ أفغاني اغتصب مراهقة ألمانية بعمر 17 عاماً وقتلها، وهي التي كانت ناشطة في الدفاع عن حقوق اللاجئين والمهاجرين. اشتعل الغضب والسخط على كل اللاجئين الذين توافدوا إلى ألمانيا، مع انتشار الخبر، واستفادت أحزاب اليمين كالعادة من الجريمة الشنيعة لإلقاء اللوم على سياسيات ميركيل المتسامحة والمستضيفة للاجئين. ونشر مغرد آخر تغريدة ساخرة تحمل في طياتها انتقادات لاذعة لسياسة ميركل إزاء اللاجئين مرفقا إياها بصورة للمستشارة مع ثلاثة رجال ذوي بشرة سمراء وكتب "(نعم) ميركل قفي لأخذ الصور معك، في الوقت الذي يتم فيه في فرايبورغ اعتقال لاجئ (أفغاني) بتهمة قتل طالبة". من جانب آخر، دعا بعضهم إلى ضرورة تجنب إصدار أحكام جزافية على جميع اللاجئين بسبب أعمال فردية. كما حذرت الحكومة الألمانية والنخب السياسية الألمانية من وضع كل اللاجئين في خانة واحدة، حيث قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت الاثنين في برلين، "إذا تأكد هذا الاشتباه ضد الشاب اللاجئ، الذي تم توقيفه، فلا بد حينئذ من محاكمته على هذا الجرم الشنيع". واستدرك قائلا "ولكن يتعين علينا ألا ننسى أننا نتحدث عن فعل محتمل للاجئ أفغاني واحد، وليس عن مجموعة كاملة من الأشخاص، الذين هم أفغان أو لاجئون مثله". بدوره حذر نائب المستشارة الألمانية وزعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي زيغمار غابرييل من إشعال الفتنة، وقال لصحيفة بيلد الألمانية واسعة الانتشار "مثل هذه الجرائم البشعة حدثت قبل أن يأتي إلينا أول لاجئ من أفغانستان أو سوريا". وأكد في حوار مع مجلة دير شبيغل الألمانية، نُشر الاثنين على موقعها الإلكتروني، قائلا "الجريمة ليست أكثر بشاعة لأن لاجئا هو الذي قام بارتكابها". وعلى موقعه في تويتر أطلق الحزب اليميني تغريدة على شكل صورة للطالبة المقتولة، وقد كتب في أعلاها، "طالبة (19) في فرايبورغ تعرضت للاغتصاب والقتل غرقا على الأرجح على يدي طالب لجوء قاصر”. وفي وسط الصورة وبالخط العريض كتب “سنة ميركل المليئة بالعار وصلت إلى هوة جديدة".