الغيرة فطرة في كل نساء العالم حتى زوجات الأنبياء والمرسلين، وكثيرا ما رأينا زوجات يطلبن الطلاق حين يتزوج عليها زوجها بأخرى أو تطلب تطليق الثانية كشرط لرجوعها لحياتها الزوجية، ولست بكلماتي هذه أؤيد أو اعارض التعدد ولكني أتحدث من منطقة محددة وحالة بعينها وهي اكتشاف الزوجة أن زوجها تزوج بثانية ماذا تفعل وكيف تتصرف؟   1-  إياك ان تفسري زواجه بأخرى أنه حب للثانية وكره لك، فقد تكون نزوة أو اضطرار لسبب ما كمن يتزوجون ابنة العم والخال على زوجته الأولى ارضاء لأمه كما يقع ببعض العائلات. ولو كنت متأكدة من كرهه لك فلا داعي من ان تطلبي طلاق الثانية لأن العيب هنا والمشكلة في قلب وعواطف زوجك وليس العيب فيك انت.   2-  إياك أن تتركي ساحة البيت والحياة الأسرية لغيرك تحل محلك مهما كان ما بداخلك من ألم وقهر لأن التجارب أثبتت ان الرجل غالبا مايعود لزوجته الأولى ويعرف قدرها عندما جرب الحياة مع غيرهاوبضدها تعرف الأشياء. فاصبري جدا وتمالكِ نفسك وليتضاعف عطاؤك له رغم ألمك وكوني الصدر الحنون حتى لو كنت متعبة من الداخل فالنصر مع الصبر والتعجل قد يزيد نفسية الأبناء سوءا.   3-  اكسبي وده واطلبي كامل حقوقك في هذا الوقت بالذات ولن يبخل عليك لأنه يعرف مدى الألم النفسي الذي تمرين به،ولا يكون كسب الود بطلب تطليق الثانية وابعادها لأن القرار لابد أن ينبع منه هو وليس بازالتها من حياته على ورق رسمي فهاهم أخوة يوسف تخلصوا من أخيهم ورموه بالبئر ظنا منهم أنه بابعاده عن أبيهم سيحبهم هم وينساه ولكن جاءت الأقدار عكس ذلك حيث زاد حب يوسف بقلب يعقوب رغم سنوات البعاد.   4-  كم من زوج أرضى زوجته بتطليق الثانية لكنه ذهب للحرام مع عشرين امرأة غيرها، فلا تقولي إن ذلك صواب أن يصاحب ويخون أفضل مما يتزوج.   5-  أخيرا ما من رجل سمعناه تزوج إلا لسبب ونقص يعاني منه مع شريكة حياته فكان من الأولى أن تحافظي عليه وتحتويه قبل ان يذهب ليتزوج غيرك.   يقول الزوج (م): تزوجت عليها لأنها كانت لا تعطيني حقي الشرعي إلا بالشهر مرة وأنا لدي طاقة فلما تزوجت عليها واكتشفت تعدلت تماما وصارت تطلب هي مني العلاقة بشكل شبه يومي، فلماذا لم تتغير من قبل؟   ويقول الزوج (ن) : تزوجت عليها لأنها كانت ذات شخصية قوية صوتها عال أسلوبها كالرجال ولا تحترمني أمام الناس فبحثت عن زوجة أجد عندها ما فقدته مع الأولى والعجيب انه بعد زواجي بالثانية تغيرت وصارت قمة الرقة والاحترام فلماذا لم تتغير من سنين؟   ويقول الزوج(ه): أنا شاب متدين وملتزم ولكن زوجتي منفتحة جدا ولا تبالي برأيي وتسهر مع أهلها وصديقاتها في الوقت الذي أقيم فيه الليل وأصلي وفي الصباح تظل حتى المساء على التليفون والانترنت وتجمع الصلوات على بعضها ودينها ضعيف فأخرت الانجاب منها 3 أعوام لأني لست واثقا انها ستربي أولادي على الالتزام فاضطررت للزواج بأخرى صاحبة دين وخلق ولما اكتشفت الأولى طلبت تطليقها وبدأت تلتزم وتتغير لأنها أحست بانها ستخسر زوجا كريما راقيا متدين أراد لها الخير والصلاح وما شعرت بقيمتي إلا بعد زواجي بغيرها واليوم تنافسني في قيام الليل والالتزام ولكن مشكلتها أنها تريد تطليق الثانية وقلت لنفسي ولها: لماذا لم تتغيري من 3سنوات؟   أرأيت أيتها الزوجة الكريمة كيف أن المرأة هي التي تخلق ثغرات للرجل و فجوات زوجية ونفسية وهي التي تدفعه إما لحبها أو للزواج عليها.فأرجوكي لا تتسرعي بطلب الطلاق وتعلمي من تجارب الأخرين.