منذ يومين جاءني زوج شاب قوي البنية وسيم متزوج ولديه بنت واحدة صغيرة، بداية ظل يمدح في زوجته وفي جمالها وتدينها ونظافتها وعنايتها به وبابنتهما، فمشكلته ليست مع زوجته إنما مشكلته كانت مع نفسه، وكانت تتلخص في أنه وقع مرتين في خيانة زوجته، مما جعله يتعرض لتأنيب ضمير كبير وبكاء وحسرة على ما فعل. زوجته بالطبع لا تعرف شيئاً، لأنه لو أخبرها لطلبت الطلاق لأنها تحبه ولم تقصر معه وهي زوجة تعيش لتتفنن في  إسعاده في حياتهما العامة والخاصة. يقول الزوج: لا أعرف كيف يزين لي الشيطان النساء الأخريات وانجرف وراءهن حتى أقع بالحرام، أشعر بعدها بالاشمئزاز من نفسي لأن تلك المرأة التي عاشرتها في  الحرام أقل جمالا بل وأقل أنوثة وتدللاً من  زوجتي، لكن لا أدري ما الذي يوقعني في تلك الفاحشة. جئت أسألكم كيف أوقف خياناتي لزوجتي لأني أحبها وواثق أنني لو تماديت سينفضح أمري وتطلب زوجتي الطلاق. فبماذا تنصحني يا سيدي؟ الجواب: جميل أن يعترف الإنسان بخطئه وأن يعرف موطن مرضه ويبحث له عن علاج. وثق تماما أنك لو صدقت مع ربك ونفسك وطبقت تلك النصائح ستتوقف عن الخيانة وتكسب رضاك عن نفسك ورضا ربك والناس  عنك: أولاً: تذكر أن الخيانة سلف ودين على العبد وقد يكون الجزاء من جنس العمل ويكون السداد في أقرب الناس إليك مهما طال الزمن، فابتعادك عن الخيانة حماية لعرض أختك وابنتك وزوجتك. ثانياً: من أصر على الخيانة ستفضحه أفعاله وتصرفاته وكذبه ولا جريمة كاملة كما يقال أي أنه حتما ستنكشف وتخيل موقفك عندما تعرف أمك وأخواتك البنات أن ابنهم وأخاهم القدوة المتزوج زنى في الحرام وحين تعرف ابنتك عندما تكبر أن امها طلقت منك لأن والدها كان يفعل كذا وكذا. ثالثاً: تذكر الرواية التي أخرجها الدارامي (2/196) و البيهقي في الشعب (4/367) عن عبد الله بن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما رجل رأى امرأة فأعجبته فليأت أهله فإن معها مثل الذي معها". والحديث يؤكد لكل زوج حقيقة نفسية هي أن ما عند من أعجبتك من من النساء هو عند زوجتك، وما عند زوجتك أنظف وأطهر، على أقل تقدير أنت في معاشرة زوجتك لا تخشى الإيدز والهيربس و...و.... لأن من سلمتك نفسها بالحرام قد تكون عاشرت قبلك عشرات الرجال، فقد تكون ناقلة لمرض خطير يدمر حياتك وتخسر صحتك للأبد، وكم من زوجة اكتشفت خيانة زوجها عندما فحصتها طبيبة النساء ففوجئت بالتهابات وأمراض بعنق الرحم وأخبرتها بأنها لا تأت إلا بسبب العلاقات المحرمة للزوج. فما ذنب زوجتك النظيفة الطاهرة التي لم تعاشر غيرك ولا ترى بالعالم رجلا غيرك؟ ما ذنبها أن تسبب لها الأمراض الخطيرة التي قد وصلت في بعض الحالات للإصابة بسرطان في الرحم؟ رابعاً: لا تسمح لنفسك بالخلوة المحرمة ولا تخضع بالقول وتتنعم مع النساء خاصة الجريئات والمنكسرات  نفسيا، فإنهن قد يتأثرن بوسامتك ونعومة كلامك ومساعدتك واهتمامك. خامساً: اخرج منفردا مع زوجتك (مطاعم- حدائق - سفريات - ...) فالخروجات الرومانسية تشعل نار الحب وتديمه وتفرغ الشحنات العاطفية، وعليكم بالتغيير الدائم أنت وزوجتك بكل شيء ( طرق المعاشرة - ترتيب الأثاث- نوعية الأكلات - كسر الروتين - الهدايا- ....) ثم أكثر من اللعب والمرح مع ابنتك الصغيرة بحب وحنان وانظر بعينيها وهي تضحك بصوت عال معك ساعتها ستغنيك ضحكاتها وبراءتها عن كل نساء العالم. أخيراً: حافظ على عباداتك وصلاتك.