جميل أن ترى دموع الوفاء بعين زوجة تبكي حرقة على زوج باعها ورغب في تطليقها بعد سنوات صبر وعشرة، وذلك من أجل ملذاته وخياناته أو إصراره على الزواج بأخرى.     وهذه الأخرى اشترطت عليه لقبولها الزواج منه أن يتخلص من زوجته الأولى (أم أولاده) بالطلاق.   ولكن ليس من الحكمة أن نرى اليوم كثيرا من زوجات يتقطعن بكاء وتوسلا وتذللا للزوج الذي صمم على الطلاق ألا يطلقها وتبكي المسكينة وتصرخ وتتمرمغ تحت قدميه لكي لا يطلقها.   وإن كان يرى البعض هذه التصرفات من الزوجة وفاء وتمسكا، لكني أراها كمتخصص حين تزيد عن حدها قد تصل لحد الإذلال والصغار الاجتماعي والنفسي أمام زوج باعها وطردها من بيته وأهانها، وكانت أقل كلمة قابل بها دموعها وحرصها هي قوله لها:"أنت لا تحسين؟ حافظي على كرامتك أنا لا أريدك... لماذا تلتصقي بحياتي أنا لا أريدك .. ألا زلت لا تفهمي؟ أنا أكرهك.. أغربي عن وجهي".   الكارثة عندما تعطيه تنازلات غير مقبولة مقابل عدم تطليقها كأن تقول له: ليكن لك علاقات مع أخريات أنا لن أحاسبك أو اشرب الخمر بالبيت كما تريد لن أعلق بكلمة أو تزوج من شئت ولا تبيت عندي لكن اجعلني على اسمك فقط. هل هذه نسميها تضحية ووفاء من الزوجة؟ أم هي سذاجة وتفريط بحقوقها وإذلال؟   تقول الزوجة صاحبة قصة اليوم: ظللت أبكي عندما أدخلني المحكمة ليطلقني وانكببت على يده وقدمه أقبلها توسلا ألا يطلقني خوفا على مستقبل أبنائي. لكنه نهرني ودفعني بعيدا ورمى عليّ يمين الطلاق وكل خطأي أن خطيبته كانت تنتظر ورقة طلاقي.   وهنا أقول لكل امرأة فكر الرجل أن يهينها اجعلي لنفسك كرامة ومكانة ولا تذلي نفسك لمن قسا قلبه وغلظت طباعه وما عاد يراك، ولا تقدمي تنازلات غير شرعية وغير مقبولة. هل الحب يفرض بالغصب إذا صار الزوج مغيبا لم يعد يريدك وكرر على مسامعك ذلك مرارا وتكرارا وخانك وصمتِ وسبكِ وسكتِ وأهانكِ ومد يده وسكتِ وبالنهاية صمم أن يطلقك.   هل لمثل هذا الزوج أمان؟ هل وجود الأبناء مبررا لإذلالك وقهرك ؟ هذا قلة حيلة ووهم تعيشين فيه، فالأم التي لا تحافظ على كرامتها ودينها لن يتعلم منها بنوها معنى الكرامة والخلق.