"علمتني الحرب أن أحب الحياة أكثر"، تقول الشابة اليمينة نسمة التي أطلق عليها اليمنيون "ملكة جمال الحرب"، وتعلّق على ذلك "لقب ملكة جمال الحرب أعجبني، فأي امرأة تحب أن تلقب بملكة جمال. إنه أمر ممتع أن يُخرج الناس من الحرب أكثر جمالاً، واختاروني أنا الملكة". نسمة ناشطة في قضايا اجتماعية لم تتوقف بسبب الحرب، تحول حسابها على فيسبوك إلى طريقة للفت النظر إلى أمور يعيشها اليمينيون يومياً في حياتهم، مثل حمل السلاح ومضغ القات ورمي القمامة. تلتقط نسمة صوراً بسيطة لنفسها في مواقف مختلفة، مثل أن تكون واقفة وترمي قطعة سلاح في القمامة بينما هي تمسك الكتب كسلاح حقيقي ومعرفي لها. أو تصور ماعز  تمضغ القات، كتعبير منها عن رفض هذه الظاهرة المنتشرة في البلاد والتي لها آثار سلبية اجتماعية واقتصادية وخيمة وتهدر المال والوقت. وأضافت أنها ناقشت أيضا قضايا أخرى عن طريق الصور، كقضية حمل السلاح في اليمن، الذي تقول تقارير إنه يحوي أكثر من 50 مليون قطعة سلاح، أو عن قضية العالقين اليمنيين في الخارج الذين لم يستطيعوا العودة إلى بلدهم بسبب الحرب، بالإضافة إلى مناقشتها عن طريق الصور مسألة أنانية الأحزاب في البلاد والعمل فقط من أجل الحزب نفسه. مثلما لاقت نسمة تشجيعا كبيرا من الناس، لقيت كذلك استهزاء واستخفافاً من البعض بما تقوم به، لكنها تثول إنها ستواصل نشر القضايا التوعوية في البلاد، وأنها ستقوم بعرض أفكار ومناقشة مسألة تنظيف الوطن من القمامة، وتوعية الناس بأهمية النظافة. وبينت أن اختيارها لتصوير نفسها في موقف معين كتعبير عن قضية مهمة في البلاد لم يكن سهلا في البداية، فقد كانت تخشى ردة فعل والديها على مسألة نشر صورها على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تعالج مسألة معينة في البلاد، لكن والديها قاما بتشجيعها بعد ذلك. تطمح نسمة بأن تكون فكرة مناقشتها للعديد من القضايا عن طريق التصوير، بمثابة التمهيد للدخول في التمثيل، حيث تتمنى أن تصبح يوما ما ممثلة، وتطرح ما تريد من قضايا وعادات وتقاليد عن طريق التمثيل.