عندما نتزوج تكون هناك فروق اجتماعية وثقافية وعاطفية بيننا وبين شريك الحياة، فأحيانا تكون الزوجة عاطفية جدا لأنها نشأت بأسرة عاطفية غمر فيها الوالد أولاده وبناته بالقبلات الدافئة والاحضان الحنونة، وإذا رجع من عمله استقبلته الزوجة (أم الأولاد) بالابتسامة والقبلة الحانية.   حتما ستعاني تلك الزوجة عندما تتزوج برجل قليل العواطف أو كتوم المشاعر أو يحب لكنه لا يتقن فنون التعبير، ومن هنا تنشأ الخلافات وتتراكم المشاعر السلبية بداخل الزوجين لتوصلهما أحيانا لانعدام الحوار أو قيام أية علاقة حميمية.   والسؤال هنا: من يجب عليه أن ينبه أو يدرب الأخر ويعلمه؟ تقول إحدى الزوجات: زوجي يدعي أنه يحبني لكنه مفتقر تماما لكل طرق التعبير عن مشاعره حتى جعلني أنا مثله لا أعبر لا أعلق لا أحاور لأني نشأت في بيت عاطفي وصدمت معه بحياتي الجافة، لا أذكر طوال 12عاما أنه احتضنني عند دخوله البيت أو حتى قبلني ولو على جبيني.   وإن عاتبته لجفائه قال:نحن كبرنا على هذه الأمور والأولاد موجودون.وزاد الأمر سوءا بطلبه بالأمس قائلا: أنا شخص أعبر عمليا عن حبي بأني أحضر حاجات البيت وأتنزه معكم كل أسبوع وأحمل من مرض منكم للطبيب هذه لغة الحب عندي فلو كنت تتقنين غيرها فعلميني.   فهل طلبه صحيح يا سيدي؟ هل الزوجة يمكن أن تعلم الزوج كيف يحبها؟   الجواب: نعم يجوز ذلك ولا حرج فالحب درجات وتعبيرات ومنهج حياة يجب على من أتقنه أن يعلمه للأخر حتى لو كان شريك الحياة. أليس وضع النبي اللقمة في فم زوجته عائشة نوع من التدرب والتعلم لها ولنا كيف نحب ؟ أليس تسابقه معها على الفرس نوع من تعليم الحب ؟   بل هناك من الزوجات من تأخذ بيد زوجها لما يسعدها وتسعده حتى في أدق تفاصيل العلاقة الحميمية فتخبره كيف وأين ومتى تكون قمة الشوق له وما الطرق التي تؤثر عليها عاطفيا وجنسيا.   تبادلا أيها الأزواج دروس الحب ومناهج العطاء العاطفي وليعلم العاطفي منا غير العاطفي وإياكم والأحكام النهائية على الطرف الأخر ولنقبله كما هو لكن نسعى لتطويره وتأهيله وتدريبه فربما أصبح المريض طبيبا وأصبح التلميذ الخائب أستاذا كبيرا. وأنت أيها الزوج عود لسانك كلمة (أحبك)، وعود ذراعيك احتضان زوجتك وأبنائك وعود كفيك اللمسات الحانية التي تعتبرها الزوجة أكسير الحياة.