بالتزامن مع عرض فيلم "النساء أولاً"، الذي أعدته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية حول أول انتخابات سعودية سُمح فيها للنساء بالتصويت والترشح، دعت الصحيفة النساء السعوديات من مختلف الأعمار والتوجهات للكتابة عن حياتهن في الصحيفة. كثيرات رحبن بهذه الدعوة، وأخريات انتقدن تدخل الصحيفة في حياتهن، وبعضهن دافع عن التقاليد الموجودة، أما الرجال فقاموا بالترويج لوسم "#لا_تقولون_للنيويورك_تايمز" يطالبون فيه النساء بعدم المشاركة وعدم تلبية دعوة الصحيفة. رغم ذلك فقد تجاوبت 6000 امرأة سعودية وكتبن عن حياة المرأة في المملكة.   حاولت مُعدّة هذه الدعوة الصحافية منى النجار من خلال هذا الاستطلاع، أن تسلّط الضوء على وضع المرأة السعودية مع نظام الولاية.   وبينت: "أثناء تصوير الفيلم تحفّظت نساء كثيرات على الحديث عن حياتهن، خوفًا من ردود أفعال أقاربهن الذكور الذين يشرفون على كل جوانب حياتهن بصفتهم أولياء عليهن، لهذا أردنا أن نسمع أكثر عن مخاوفهن وإحباطاتهن وطموحاتهن". وعرضت "نيويورك تايمز" نماذج من تعليقات السعوديات المشاركات، والتي كانت غالبيتها بأسماء مستعارة، مثل دوتوبس (24 عاما)، التي كتبت "لا يُسمح لنا حتى بالذهاب إلى السوبرماركت بدون إذن أو مرافق، وهذا شيء بسيط من القائمة الطويلة المريعة بالضوابط المفروضة علينا".   وفي الإطار ذاته، كانت جوجو (21 عاما) أكثر سخطاً، معتبرةً أن نظام ولاية الرجل يجعل حياتها جحيماً، وأضافت "نريد أن نقضي وقتاً مع صديقاتنا ونخرج لتناول الغداء، أشعر بأني يائسة".   بينما لم تعتبر نورا حياتها بائسة، وكتبت: "لا أمانع في الحصول على موافقة أبي في الأمور التي يجب أن يكون هو طرفاً فيها. هذه الروابط الاجتماعية القوية لن تتمكنوا أبدا من فهمها".   وأكدت "نيويورك تايمز" أن معظم الردود التي وصلتها ركزت على الاستياء من نظام ولاية الأمر في السعودية، في حين أنّ كثيرات كنّ أكثر تفهّما لوضعهن وراضيات به، ومنهن هند التي التقتها "نيويورك تايمز" في متنزه واشنطن سكوير في نيويورك، فأكدت أن "الغالبية لا تحتاج إلى إلغاء نظام الولاية"، وإنما "يجب أن نعلّم الرجل كيف يكون ولياً أفضل".     بدورها، اعتبرت ميمي (29 عاماً) دعوة "نيويورك تايمز" تدخلا في الشأن الداخلي لبلادها، وتساءلت "متى تكفّ الصحف العالمية عن التدخل في شؤون السعودية ونسائها ورجالها وأطفالها".