لم تنته محنة هذه الأم السورية وطفلتيها بقبولها لاجئة في الدنمارك، فقد استيقظت البلاد اليوم على خبر العثور على جثتها مع طفلتيها (7 و9 سنوات)، موضوعة في ثلاجة داخل الشقة السكنية التي تقطنها العائلة، في مدينة أوبنرو، أقصى جنوب البلاد، على الحدود مع ألمانيا. بينما ما زال البحث جارياً عن الأب، مما جعله المشتبه الأول لدى الشرطة الدنماركية التي تكثف البحث عنه. اكتشفت الشرطة الجريمة المروعة، بعد اتصال من أقارب العائلة، عبروا فيه عن قلقهم على الأم والطفلتين بعد انقطاع أخبارهما منذ الخميس.   وقال المتحدث باسم الشرطة، بنت ثوسين، "إن الأب والزوج حميد فريد محمد، 33 سنة، أصبح مطلوبا داخل وخارج الدنمارك بتهمة ارتكاب جريمة قتل ثلاثية".   واستمرت الشرطة الدنماركية طيلة أمس بالبحث عن الزوج الذي اختفى من دون أثر، وفقا للمتحدث باسم الشرطة بنت ثوسين، والذي قال لقناة محلية "من غير الواضح كيف جرى قتل الضحايا بعد، لكن ما نعرفه بأن الضحايا جرى التواصل معهم آخر مرة الأربعاء أو الخميس الماضيين".   بالمقابل، فقد عاش تلاميذ ومعلمو مدرسة "كولستروب" حالة من الصدمة، حيث كانت الطفلتان تواظبان على التعلم فيها، دفعت بالإدارة إلى تنكيس العلم حتى منتصف السارية، تعبيراً عن الحزن الكبير، على مقتل العائلة. وصرح مدير المدرسة كارستن هانسن بعد ظهر أمس الإثنين للصحافة المحلية، بأن "المدرسة عقدت في وقت سابق اليوم حفل تأبين وأضاءت الشموع لروح الطفلتين".   ولم تتوقف الصدمة عند التلاميذ الصغار في المدرسة، فقد انتشرت إلى الشارع الدنماركي، الذي اعتبر بأن ما جرى "جريمة مروعة بحق لاجئة سورية وطفلتيها"، وفقا لصحيفة محلية عن جارة دنماركية للعائلة، أبقت هويتها مجهولة، وأضافت "كان الخوف بادياً على العائلة خلال الفترة الماضية، وهم لا يتحدثون اللغة الدنماركية".   وفي تفاصيل تتعلق بوضع هذه العائلة، فقد صرحت الشرطة بأنها حضرت إلى الدنمارك صيف العام الماضي 2015 وحصلت على اللجوء. ولا تزال الوالدة تتعلم اللغة، ولكنها لم تكن "تعرف الكثير من الدنماركية" وفقا لصحيفة "اكسترا بلاديت" ونقلاً عن جارة الضحية.