رحل الموسيقار والفنان اللبناني ملحم بركات، بعد ظهر أمس الجمعة، في مستشفى "أوتيل ديو" في بيروت، عن عمر يناهز 71 عاماً بعد مرضه بالتهابات حادة في العمود الفقري، والذي أقعد أبو مجد في المستشفى لأسابيع عدة. وإن كان ملحم قد واجه رفضاً كبيرا من عائلته في بدايته، وقوبل بمواجهة أبيه ومحاولة منعه دراسة الموسيقى لكنه أصر ووقف إلى جانبه الفنان زكي ناصيف وشجعه. وحين اشتهر في بداية ظهوره، فقد كان ذلك في مسرح الأخوين الرحباني بأدوار صغيرة، تحديداً مسرحية "بيّاع الخواتم" وغيرها من الأعمال، لكنه توقف عن العمل مع الرحابنة منذ العام 1986، وتمرد على هذا المسرح وعلى عباءة منصور وعاصي الرحباني وبدأ بتحلين أغانيه بنفسه. مثل "بلغي كل مواعيدي" و"سلم عليها". وفي الحقيقة إنه لم يشتهر وينجّم ويصبح "ستار" إلا بعد ترك الرحابنة، وكذلك بعد توقف الحرب الأهلية في لبنان. لاحقاً في التسعينيات ضربت أغنيته الشهيرة "على بابي واقف قمري" وتلتها "حبيبي أنت" و"شباك حبيبي" ليصبح نجماً مطلوباً على خشبات المسارح والمهرجانات وهو أمر لم يتحقق له باكراً، وزاد ذلك بعد عدة أغان من بينها "تعا ننسى" و"يا حبي الي غاب" و"بدك مليون سنة" وغيرها الكثير من الأغاني. ورغم أن بركات من جيل أكبر من جيل الشباب في الثمانينيات، وهم راغب علامة ونجوى كرم وجورج وسوف، لكن ونتيجة للظروف الصعبة  من العمل تحت يد الرحابنة إلى الحرب الأهلية، فإنه لم ينجح إلا مع هذا الجيل، وصعد نجمه معهم، بل واتخذ خطاً فنياً يماشي العصر بعد صعود نجم جيل الثمانينيات هؤلاء، ودون شك تلك المرحلة الزمنية شهدت عصراً ذهبياً لهؤلاء مع فترة التسعينيات التي كرستهم نجوماً لا زالوا حتى اليوم. رفض بركات طيلة حياته الغناء بغير اللهجة اللبنانية، رغم أنه لحن الكثير من الأغاني التي كتبت بالمصرية، مثل "أبوكي مين ياصبية" لوليد توفيق. كما رفض دخول عالم شركات الإنتاج، ومات فقيراً، بعد عدة عروض تقدمت بها شركة روتانا لبركات، وكذلك شركات أخرى، لكن إنتاجه حافظ على مستوى موسيقي محدد وجد أنه الأقوى بالنسبة له، وأبرز أغنياته كانت تُسجل في حفلاته الجماهيرية أو من خلال برامج تلفزيونية، وتنجح. ملحم بركات من مواليد بلدة كفرشيما (المتن الجنوبي)، وله أربعة أولاد هم: مجد وغنوى ووعد، من زوجته الأولى رانده عازار، وابنه ملحم جونيور من زوجته الثانية الفنانة مي حريري. هنا بعض أغانية المحبوبة: