لا يمر أسبوع إلا ونسمع بالعثور على طفل أو طفلة رضيعة ملقاة في القمامة أو في مكان عام في مدينة من مدن هذا العالم. ظاهرة مؤلمة لها أسباب كثيرة من بينها الفقر والخوف من الفضيحة وتذكرنا بوأد البنات أو قتل الأطفل خشية الفقر.   الطفلة التي أعلنت صحيفة "ميرور" عن جنازتها وطلبت من الناس حضورها، هي واحدة من هؤلاء الضحايا الصغار.   فقد حضر مئات المشيعين جنازة طفلة ولدت حديثاً لا يعرفونها. مجهولة النسب والأم. ووجدها شرطي وأطلق عليها الاسم العربي "ريحانة" لأنه يعرف أنه اسم مرتبط بالجنة. الطفلة ولدت في شهر شباط/ فبراير الماضي، وكانت في حالة سيئة لدى العثور عليها، وقد فشلت محاولة إنقاذها لتموت مؤخراً وعمرها بضعة أشهر.   اصطف الناس لتوديع الصغيرة لأول مرة قبل أن توارى الثرى في أوكسفورد، مع شاهد قبر كتب عليه "ارقدي في سلام ريحانة". ونقل موقع "ميرور" عن الشرطي الذي عثر عليها أنه لا أحد استطاع العثور على أم الفتاة حتى تلقي عليها النظرة الأخيرة على الأقل قبل الدفن. لذا أطلق الموقع البريطاني نفسه حملة تدعو الناس لحضور جنازتها والتبرع لذكراها.     وألقى الشرطي كلمة مؤثرة على قبر الفتاة قال فيها "مهما كانت هذه المبادرة صغيرة. سوف نمضي فيها قُدُماً. سوف نستمر في محاولة العثور على والدتك، هذا وعدي لك". وجاء المعزّون بدباديب صغيرة وباقات من الزهور وضعوها على قبرها، وكتبوا لها رسائل للذكرى.   وقال الشرطي إنه اختار اسم "ريحانة" لأنه اسم عربي يربطه العرب بالجنة. وتابع "بالنسبة لشخص ظل على الأرض لوقت قصير، فقد لمست قلوب وعقول مجتمع وبلد بكامله".   وأجريت مراسيم الدفن وفق الديانة المسيحية. وودّع الأب الطفلة قائلاً "اليوم نقول وداعاً للفتاة التي ما زالت حتى اليوم مجهولة. أمها لم تأت حتى اليوم ولا نعرف شيئاً عن عائلتها أو ميراثها. لا نستطيع معرفة ديانة الوالدة، لكن إنسانيتنا مشتركة وهي ما تجمعنا هنا اليوم. هذه الصغيرة واحدة منا وقد أعطيناها منزلاً في قلوبنا".