كنا نسمع في الماضي عن ضرة تصنع عملا أو سحرا لضرتها أو تاجر  يغار من منافسه بالسوق فيستعين بالدجل والمشعوذين لإيذائه قال تعالى: (فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين  المرء وزوجه(. ولكن آخر ما كنا نتصوره أن أختا تسعى لضر وإيذاء أختها بالشعوذة والأسحار. وعندما تسمع لهذه القصة قد تقول إن الأخت المتضررة الشاكية تبالغ، لكنها لديها دليل حيث أن كاميرات بيتها من الخارج رصدت حضور أختها في أوقات السكون والهدوء لتدفن الأسحار لأختها حتى كادت بأفعالها الشيطانية أن تقضي عليها تماما. تقول السيدة: هجرني زوجي وهرب التجار الذين أتعامل معهم لكسب رزقي بالحلال ولا أعرف ما السبب، أصابتني الأمراض والصداع والكآبة، بل وتعدى ضرها وآذاها للتفريق بينني وبين إخوتي، همها الدجل والوقيعة بمبدأ (فرق تسد). لا تحبني ولا تزورني ولا تسأل عني، تتمنى زوالي وزوال أبنائي من الوجود من شدة كرهها لي. والحقيقة أنني ما طرحت تلك القصة لأسلط الضوء على ما صنعته الأخت الحقودة من سحر وأذى بل سقت القصة لأركز على السبب وراء هذا الكم من البغض بين الأختين جئت لأتساءل من المسئول عن كره الأخوة لبعضهم؟ تقول السيدة (س): إن السر وراء كره أختي لي ليس وليد اليوم والليلة ولكنه بدأ بغيرتها مني ونحن صغار، حيث كنت أكثر تفوقا منها والكل يحبونني بالبيت وبالمدرسة وكانت المعلمات يرددن عليها دوما: "كوني مثل أختك" وبالبيت يرددن على مسامعها: "أختك أحسن وأفضل  منك". ظلت تلك الكلمات والمعاملة من الجميع تتخزن وتتراكم بقلبها وعقلها طاقات سلبية حتى كونت  كم كبير من الغيرة والحقد والحسد الذي دفعها لما كبرت  لتخرب حياتي بأفعال الشرك والشعوذة . وهنا كما يقال مربط الفرس فربما لو وجه الآباء والمعلمات الفتاة الصغيرة (الأخت الغيورة) توجيها تربويا صحيحا بتشجعيها وعدم المقارنة بينها وبين أختها المتفوقة المحبوبة وعدم اثارة نار الغيرة لكان الوضع أفضل ولما تراكمت وترعرعت بذور الكراهية بقلبها. انتبهوا أيها الآباء للعدل والمساواة بين الأبناء وعدم التفضيل أو المقارنة بينهم وإدراك الأمور بقلوبهم من كره أو غيرة لازالتها سريعا قبل أن يكبروا بها وتكبر معهم الأحقاد التي قد تصل للحسد والسحر بل  وأحيانا للقتل  وليست قصة إخوة يوسف عنا ببعيد قال تعالى على لسان يعقوب عليه السلام: (قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاك عَلَى إِخْوَتك فَيَكِيدُوا لَك كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَان لِلْإِنْسَانِ عَدُوّ مُبِين) يقول الإمام الطبري رحمه الله في تفسير الآية الكريمة : "يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاك" فَيَحْسُدُوك، وَيَبْغُوك الْغَوَائِل، وَيُنَاصِبُوك الْعَدَاوَة ، وَيُطِيعُوا فِيك الشَّيْطَان}.