يعتقد معظم الآباء والأمهات أن مهمة التربية تعني تعليم العادات اليومية وقيم المجتمع، وفي الحقيقة إن كثير من الإخفاق في التربية يحدث ونصل إلى سنوات مراهقة صعبة وصدام مع الابن، لأننا نفرض عليه ما نريد أن يتعلم من عادات وسلوك وقيم وننسى أن نعلمه الأهم، وهو التفكير. التفكير هو عملية معقدة وتعليمها يعني طرح الأسئلة، وترك الطفل يستنتج باستمرار ويقارن بين حالتين، وكذلك تشجيعه المستمر على التفكير والتحدي. وهناك طرق في الكلام مع الطفل تجعله لا ينمّي طريقة تفكيره وهناك طرق أخرى تجعله يحاول ويجرب أموراً جديدة ويفكر فيها ويتحداها، وهذا الجانب الثاني هو ما نريد، لأنه يجعل من طفلك ذكياً لماحاً وشغوفاً بالمعرفة والعلم وتجعله أقرب إلى اتخاذ القرارت السليمة. وإليك أمثلة على الطريقة العادية والطريقة التي تساعد على تنمية العقل: 1-  المثال الأول: الطريقة العادية: "جواب صحيح. أنت ذكي" الطريقة التي تنمّي العقل: "لقد أجبت بشكل صحيح، أحسنت. لقد اجتهدت لفهم المسألة وها أنت قد نجحت في حلها". 2-  المثال الثاني: الطريقة العادية: "ركبت الـ بازل puzzle، انت شاطر، أحسنت" الطريقة التي تنمي العقل: "أحسنت! ما رأيك أن تحاول تركيب بازل أصعب من هذه؟ أعتقد أنك قادر على حلّها، هل تعتقد أنت أنك تستطيع؟" وعن طريقة الكلام هذه تقول الأستاذة في جامعة ستانفورد كارول دويك إنها ضرورية للتشجيع وبناء الثقة بالنفس والنجاح. وتكمل دويك: أن الطفل حين يحاول تعلم شيء للمرة الأولى، فإن أفكارهم لا تكون مترابطة لأنهم لا يعرفون كيف سيكون أداؤهم وإن كانوا سيعرفون أم لا، ومن المهم دائماً أن يعرفوا أن ما فعلوه ليس كل شيء وأن هناك دائماً شيء آخر، أكثر تعقيداً أو أصعب أو أسهل أو أمتع. وتضيف: فإذا فشل في تركيب أحجية يمكنه تركيب سواها والعودة إليها، فهذا يعطيه رسالة أن الإخفاق في شيء ما ليس نهاية العالم، وكذلك النجاح، فإذا نجح في لعبة ما فهذا لا يعني أنه فعل كل شيء، بل ثمة أمور أخرى أصعب عليه النجاح فيها أيضاً.