يقوم عياد حنا شاكر البالغ من العمر 85 عاما، بتحفيظ القرآن لأطفال المسلمين والإنجيل لأطفال المسيحيين في قرية طهنا في محافظة المنيا، إضافة إلى الحساب واللغة العربية مقابل مبلغ رمزي يبلغ 10 جنيهات لكل طالب شهريا. وتجمع الدروس التي تقام في كتّاب أقامه المعلم الثمانيني بمنزله البسيط والذي يسكن فيه مع أبنائه وأولادهم، أبناء القرية من مسلمين ومسيحيين دون تفرقة. ويجلس في الصف داخل بيت حنا شاكر أطفال بجوار بعضهم البعض، حيث يستمع الأقباط إلى تلاوة زملائهم المسلمين للقرآن، وكذلك المسلمون يستمعون إلى الإنجيل، وكل منهم يحفظ ما هو مطلوب منه من كتابه. وقال العم عياد الذي دأب على تعليم الأطفال رغم تقدمه في السن إن "القصة بدأت عندما اعتمد كتّاب لتعليم الأطفال الحساب واللغة العربية، والدين الإسلامي والمسيحي، بالكنسية الكائنة في القرية، وقد حفظ القرآن الكريم عن والده الذي كان يخطب في الجنازات والمآتم". وأضاف أنه عقب وفاة والده تولى مهمة التدريس داخل الكنيسة، وكان شيوخ القرية من المسلمين يأتون بأبنائهم إليه لتحفيظهم القرآن، وبعد أن يكمل مهمته على أكمل وجه، يهدونه مصحفا فخما والبعض من الكتب الخاصة بالتفاسير وأحكام التلاوة. ولذلك كان يحتفظ بكل هذه المصاحف، فضلا عن أنه قرأ تفسير القرآن وتعلم أصول التلاوة والتجويد والأحكام والقراءات المختلفة. واستطاع حنا شاكر طوال مسيرته التي بلغت حتى الآن 65 عاما، حيث بدأها في عمر الـعشرين، أن يحفظ حوالي 1800 من أبناء القرية القرآن الكريم. وأوضح أنه كان يقول لهم "إذا لم تحفظوا كتابكم المقدس فمن يحفظه، وإذا لم تتعلموا أمور دينكم من سيتعلمها ويطبقها؟"