تصنف تجربة الطلاق على أنها تجربة مجهدة بصورة كبيرة ولها تأثيرات سلبية على الصحة النفسية للأفراد، حيث تتم الإشارة إليها على أنها واحدة من أهم مظاهر اضطراب ما بعد الصدمة؛ وهو الاضطراب المتعارف عليه لوصف التوتر النفسي الشديد الذي يعاني منه ضحايا الحوادث أو الجنود والمدنيون الناجون من ساحات الحرب. كما تشير الدراسات الحديثة الإشارة إلى ظاهرة مرضية تدعى "متلازمة الإجهاد المزمن" المصاحب للطلاق، حيث يؤكد أطباء على أن الانفصال بين الشريكين، يعد سببا مباشرا للإصابة بالعديد من الأمراض النفسية والجسدية بما في ذلك آلام العضلات والتوتر والقلق والإجهاد، وتدني الحالة المزاجية، والاكتئاب والأرق. هذه بعض المعلومات الأساسية والمهمة حول آلام ما بعد الطلاق أو الانفصال عن الحبيب. # أشارت الأبحاث إلى أن أكثر من 60 بالمئة من المطلقين يعانون من أعراض مرضية جسدية مثل، الصداع النصفي، الأكزيما ومشكلات آلام في العضلات وهي نتيجة للتوتر النفسي أيضا. # أكدت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة ميتشيغان الأميركية على أن تجربة الطلاق تؤدي إلى تراجع أسرع في الصحة النفسية والبدنية، بشكل واضح وأن المطلقين يعانون من هذه الأعراض بصورة مصاحبة للتجربة والفترة التي تعقبها، مقارنة بالأشخاص الذين مازالوا يواصلون حياتهم الزوجية المشتركة. # الرجال المطلقين يعانون من مشكلات صحية لفترة طويلة تعقب تاريخ الطلاق. # تعاني السيدات من المشكلات الصحية لفترة قصيرة أثناء وبعد الطلاق لكنها أكثر حدة، مقارنة بالرجال ويعزوها الخبراء إلى سيطرة مشاعر الحزن والخسارة والوحدة إثر تجربة الطلاق والانفصال عن الشريك. # أحياناً يتطور شعور لدى المرأة بالرغبة في العزلة وتجنب الاختلاط بالناس، والقلق المتزايد والمعاناة من أعراض المرض (النفس-جسدي)، وتعاني السيدات من هذه الأعراض حتى إذا كان قرار الانفصال من جانبهن، إذ أن الإحساس بالذنب والشعور بالوحدة يطاردانها إلى فترة قد تطول، حتى وإن كان الزواج غير ناجح، ومع ذلك يبقى الانفصال تجربة غير سارة لأن المرأة تعتقد دائماً أن نجاح الزواج أو فشله يقع على عاتقها. # المطلقات حديثا يعانين من أعراض متشابهة منها الإنكار والغضب وعدم تقبل الواقع والاكتئاب، فالطلاق يمكن أن يؤثر سلبا على كلا الزوجين عاطفيا ونفسيا وجسديا بطريقة غير متوقعة. # أشار متخصصون في الصحة النفسية إلى أن تأثير الطلاق على الرجال يفوق في الغالب تأثيره على النساء؛ وأن هذا الفرق يظهر بعد حدوث الطلاق مباشرة، حيث يبدأ الرجل بافتقاد الصحبة والدعم العاطفي والمعنوي الذي كان يوفره له الزواج، إضافة إلى أن معظم الرجال لا يجدون الفرصة أو الاستعداد النفسي للتعبير عن مشاعرهم للأصدقاء والمقربين، مثلما تفعل السيدات عادة للتخفيف من العبء النفسي لمعاناتهن بعد حدوث الطلاق. # التوتر النفسي يزيد من الضرر الذي تحدثه الجزيئات الحرة في الدم التي تهاجم خلايا الجسم السليمة الأمر الذي يؤدي إلى زعزعة استقرار نظام المناعة، ما يحد من قدرة الجسد على محاربة الأمراض، خاصة الخطيرة منها كالسرطان بأنواعه وأمراض القلب، وفي ما يتعلق بالسرطان فإن دراسات عدة أكدت على وجود علاقة قوية بين مستويات التوتر والسرطان.