هناك أمور صغيرة يفعلها البشر لكن أثرها كبير، المقولة تنطبق على المعلمة المصرية فتحية عبد الجواد المدرسة في إحدى المدارس الحكومية بمنطقة الجيزة القريبة من القاهرة. قامت هذه المعلمة بتزيين صفوف المدرسة على نفقتها الخاصة، وزينت الجدران بالرسومات، وعلقت الزينة بنفسها، كل هذا من أجل أن يشعر الطلاب بالسعادة في أول يوم. ليس هذا فقط، بل تقدمت بطلب لإدارة المدرسة لاستلام الكتب الدراسية على مسؤوليتها الخاصة، قبيل حضور الطلاب إلى المدرسة، حتى تقوم بوضع كتب كل طالب في المقعد المخصص له داخل الفصل، دون أن يرهق نفسه في الوقوف بطابور طويل مع أول يوم دراسي لاستلام الكتب الخاصة به. ووضعت أمام كل طالب بالوناً، حتى ظهر الفصل بما يحتويه من رسومات وأدوات زينة وبالونات. تقول المعلمة في مقابلة معها إنها فعلت ذلك لتغيير نظرة الأطفال عن المدرسة بوصفها مكاناً عابساً ومملاً، وتقول إنها كمعلمة مهمتها مثل مهمة الأمهات والآباء أن تجعل من الساعات التي يقضيها في المدرسة ساعات سعيدة ومليئة بالمحبة والمعرفة، كما أرادت أن تغير صورة المدرسة الحكومية في الأذهان.