الحياة الزوجية قائمة على التوافق بين الزوجين والحب والتآلف ، إلا أن بعض المتزوجين يفسرون الحب تفسيرا عقيما أعمى خال من محتواه وحقيقته، فمرآة الحب ليست عمياء كما يقولون، بمعنى  أن الحب ليس طاعة عمياء واتباع لهوى الحبيب ومراده دوما، وطاعة المحب للمحبوب يجب أن تكون طاعة مقننة غير مخالفة للشرع  أو الدين أو العرف العام وإلا اختلطت الأمور وضاعت الحقوق باسم الحب، فالحب الذي يعتبر العدل ظلما ويعتبر الباطل حقا لا يستحق أن نسميه حبا بل هو كره ألبس ثوب الحب والحب منه براء. يقول الزوج: لكوني كنت متزوج من قبل ولدي طفلان من الأولى، وتضطرني الظروف للتحدث بالأسبوع  مرة لمعرفة أحوال اولادنا الصحية والدراسية، وإن حدث ذلك وعرفت الزوجة  الحياة جحيما، فإن عاتبتها قالت: أنت لا تحبني لأنك لو أحببتني لما تعمدت تجريحي ولما تواصلت مع طليقتك، الحب يعني أن  تطيعني وتنفذ رغباتي،  قال الزوج  لها: الحب لايعني  أن تمنعيني من الاطمئنان على حال أبنائي الصغار وأنت تعرفين  أني أحبك .. قالت: لا ولو كنت تحبني  لما قدمت لأختك هدية بعيد ميلادها رغم أنها خاصمتني، قال الزوج: وما ذنبي أنا في خصامك مع أختي؟ هل لو تخاصمت مع كل  أهلي مطلوب مني أن أقاطعهم جميعا لارضائك واثبات أني أحبك.  أعتقد أنه فهم عقيم ومعكوس للحب . الجواب: لاشك أن زوجتك تغار عليك وهذا يعني أنها تحبك، ولكن مفهوم الحب عندها مغلوط تماما، فالحب لا ينافي القيم والعدل ولا يعني الطاعة العمياء للمحبوب وإلا خربت مالطة كما يقال. لذلك إن لم تقتنع  زوجتك بأن فهمها مغلوط ونظرتها غير سليمة، فأدخل بينكما طرفا محايدا من أهلك واهلها أو متخصص شرعي أو نفسي تربوي ليفهم الزوجة ان  الحب  تضحية  وصبر وليس أنانية وجبر.