الزواج مشاركة وأخذ وعطاء من الجانبين، وليس مطلوبا من أحد الزوجين أن ينشد قصائد شعر من الحب لأهل الطرف الأخر لكن على الأقل يكون الواحد منا على حياد في التعامل الظاهري ، فلو كنت لا تستريحين لأهل زوجك أو بينك وبينهم جفاء فلا تتدخلي مطلقا في زيارة زوجك وبره بهم واحضار الهدايا أو المساعدات لهم. طالما أنه لم يقصر معك في بيته وأولاده فلماذا تعترضين وتختلقين المشاكل؟ يقول الزوج: لو سافرت مع زوجتي مرة وخطر ببالي شراء بلوزة من إحدى المحلات هدية لأختي أو أمي أجد زوجتي ينقلب وجهها 180 درجة نكدا وضيقا وتحاول بشتى الطرق ان تقنعني بشراء أرخص شيء لأهلي بحجة أنهم ما يعرفون قيمة هذه الماركات أو الملابس لكن أهلها هم يعرفون .وغالبا ما ينتهى اليوم بخلاف معها واضطر أن أشتري بدون علمها وأهدي لأهلي وإن صممت يوما على الشراء أمامها تقوم هي بشراء 10قطع بلوزات لأخواتها وصديقاتها  مقابل أني اشتريت واحدة لأختي أو والدتي . بدأت تلك التصرفات تؤرقني من زوجتي وتبعدني نفسيا عنها لشعوري بأنها لا تحب أهلي ولا تريد لهم الخير رغم أني أحضر لأهلها أفخم الهدايا وأعتبرهم أهلي تماما ولكني أخشى على نفسي أن أتحول نفسيا وأصبح مثلها وأبخل على أهلها كما تبخل هي على أهلي .فماذا  افعل ياسيدي؟ الجواب: عامل أهلها كما تحب هي أن تعامل أهلك لأنها بإذن الله ستتغير وتخجل يوما من  نفسها وسيرسل الله لها من ينبهها ويقومها وثق تماما بأن الكل يعرف كرمك وإن لم تظهر لك زوجتك ذلك وتعتبره فرض عليك ، هي تعرف والناس حولها من الأهل والأصدقاء يعرفون من  أنت وماذا  تقدم. ثم اجعل ما تفعله لله أولا لأنهم أهل زوجتك وأبنائك ثم اجعل ما تقدمه  بنية أن يتعلم منك أبناؤك صلة الأرحام والبر بأهلهم، أنا أعرف قصة زوج  كان يمر بنفس ظروفك فصبر على سوء معاملة الزوجة لأهله والبخل عليهم فلما كبرت ابنتهما وصار عمرها 11 عاما اهتدت أمها (الزوجة)على يدها حيث ظلت البنت تعاتب الأم كل يوم تقريبا دفاعا عن كرم أبيها مع أهل الأم ولكون الأم تحب ابنتها أحست بغلطتها وسوء تقديرها للأمور وبدأت تعامل أهل الزوج مثلما  تعامل أهلها تماما رغم مضي سنوات  من الصبر من قبل الزوج ، لذا لا تيأس ولا تغير من طبعك الجميل مهما تغير  الناس من حولك.فالله سبحانه يسمع ويرى ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا . وأقول لكل زوجة وقعت في هذا الخطأ وما زالت تتمادى فيه غيظا لأهل الزوج  أو انتقاما على خلافات قديمة، أقول لها : (قدرك عند  زوجك  بقدر تقديرك  واحترامك  لأهله) لا أطالبك بأن تذوبين  عشقا لهم، فالحب والكره مشاعر لا يملكها إلا رب العالمين، لكن كوني على حياد ولا تتدخلي في بر زوجك بأهله بل أحسني له باختيارك لأحسن شيء من الهدايا وغيرها لهم حتى لو كنت على خلاف معهم لأن غدا ستعرفين قيمة هذا التصرف في قلب زوجك وأهل زوجك وتربيتك لأبنائك على الحب والرحمة والإحسان.