المتزوجون حديثاً، الذين لم يدرسوا نقاط القوة والضعف في زيجاتهم، مهددون بخطر الانفصال والطلاق بعد أربعة أعوام تقريباً، تقول الباحثة ليزا آن نيف من جامعة توليدو الأميركية كنتيجة بنتها على دراسة أجرتها على حالات طلاق مختلفة.   وتفسر أن أزمات الزواج تبدأ بعد ثلاثة أعوام، نتيجة بداية تنبّه طرفا العلاقة الزوجية إلى حالة التناقض التي أصبحت تسود تصرفات كل منهما، بالمقارنه مع ما كانا عليه، ومن ثم تبدأ الآراء المختلفة والمتعارضة بالظهور.   الأمر الذي لا بد من الانتباه إليه هو أنه من الصعب العمل على إعادة العلاقة إلى شكلها الرومانسي أثناء فترة العشق الأولى، لأن العلاقة في هذه المرحلة تدخل في نسق وسياق مختلف. وعلينا إما محاولة بناء علاقة زوجية ناضجة أو التخبط دائما في سؤال: ولكن أين ذهب الحب؟ أو هل توقفت عن حبي؟ هل انتهى الحب؟   في الحقيقة إن الحب أعمى ياعزيزتي، وقد ارتطمت رأسه بالواقع الآن، وبدأ المحب يسترد بصره بالتدريج. الحب أعمى لأن العلم أيضاً يقول هكذا، فقد توصّلت دراسة أجراها باحثون في جامعة "لندن كوليدج" البريطانية، أن من أسباب غض الطرف عن عيوب من نحب ونهوى، توقف الدوائر العصبية التي ترتبط بالتقييم الاجتماعي للطرف الآخر إذا كنا واقعين تحت تأثير الشعور بالانجذاب والحب، إذ أن ما يحدث في الحب أن تأثير هرمون التستوستيرون يقل عن معدلاته الطبيعية عند الرجال، بينما يزداد عن معدلاته الطبيعية عند النساء.   هذه ليست الدراسة الأولى من نوعها، فقد حاول العلماء دائماً فهم هذه الحالة التي تسمى الحب، وكيف ينجذب ناس بتيار جارف من المشاعر لهذا الشخص دون ذاك ولماذا. الأمر الذي أجمعت عليه هذه الدراسات أن الوقوع في الحب يتدخل ويعبث في عمل مواد كيماوية رئيسية ويجعل الأمر كله خاضعاً لعدم المنطق.   الباحثة دوناتيلا مارازيتي من جامعة بيزا الإيطالية تقول إننا وأثناء الوقوع في الحب "يصبح الرجال أكثر شبها بالنساء وتصبح النساء أكثر شبها بالرجال. فيبدو الأمر وكأن الطبيعة تريد أن تمحو ما يمكن أن يكون اختلافا بين الرجال والنساء لأن الحياة في هذه المرحلة أكثر أهمية".   الأمر ليس للحديث عن الدراسات فقط، لكنه يتجاوزه لكي نلتفت إلى حجم الخراب الذي تخربه هذه المشاعر إذا تم الاندفاع خلفها وتغاضى المحب عن سماع أي نصيحة من المقربين إليه ممن يثق بهم.   ففي كل بلد من عالمنا العربي ثمة ارتفاع كبير في الاكتئاب بسبب المشاعر المحطمة والحكايات المؤلمة، وكذلك ارتفعت نسب الطلاق حتى لو كان المتزوجون خاضوا قيل الزاوج سنوات من الحب الجارف، كما أن مشاعر الحب العمياء لطالما تسبب في تعرض النساء لشتى أنواع العنف والإساءة ويحتملنها ويبررنها بكلمة الحب.