كما شرع الله الزواج فقد شرع أيضا الطلاق وقتما تستحيل العشرة وتصبح الحياة جحيما لايطاق، ولكن ما حرمه الشرع أن نحول الطلاق لساحات من المعارك بين الزوجين وحرم أن يتفنن كل منهما في إيذاء الأخر سواء بحبسه أو بتغريمه مبالغ باهظة للنفقات والحقوق أو بمنع سفر الحاضنة مع المحضونين وغيرها من وسائل التعذيب النفسي والمادي، وهذا ما وقع لصاحبة المسألة التي اضطرها زوجها أن تمضى 3 سنوات ونصف في معارك بينهما بالمحاكم وابتكارات وتفنن في أذية بعضهما وبلاغات بأقسام الشرطة، وكما كانت تحمل هي تقرير طبي بالضرب حرر لها الزوج أيضا تقرير طبي بأنها ضربته ليسجنها وأحضر الشهود وأحضرت هي الخادمة وأختها شاهدتان على الضرب.     تقول الزوجة (ف):طلبت منه الطلاق بالمعروف مقابل تنازلي عن مؤخر صداقي والمتعة ونفقة العدة بعد قضاء رحلة من الشقاء 6 سنوات رأيت فيها كل أنواع الاهانة من زوجي ومع ذلك رفض تطليقي إلا بشرط أن أسلمه ابنتنا الصغيرة واتنازل له عن حضانتها للأبد لكنني بالطبع رفضت وتمسكت بحضانة ابنتنا التي لم تتعدى الخمس سنوات وهي حق لله تعالى، وتركني بالمحاكم 3 سنوات ونصف ما بين محاكم بلدنا الأم ومحاكم الدولة التي نقيم فيها، وظلت القضايا مرفوعة بيننا ببلدين مختلفين تصوروا المعاناة لأنه لا يريد اعطائي حقوقي ولا الصرف وان اتنازل له عنها والا يتركني معلقة.   كان يتهرب حتى من جلسات المحكمة وجلسات التوجيه الاسري، وأقمت عليه دعوه عاجلة بنفقة مؤقته لمدة شهر حتى تنتهي القضية فلم يدفعها وماطل وعمل تظلم على مبلغ النفقة، رغم انه تركنا شهورا وهو يعرف أنني ببلد غريب ليس لي أهل فيها لأقيم عندهم أو ينفقون على، اضطررت لبيع ميراثي ببلدي من أبي لأنفق على قضية الطلاق وحضانة ابنتنا حتى طلقت ببلد الاقامة التي رفع على فيها دعوى لي بحقوقي وحضانة ابنتنا وحقوقها، ففوجئت بأنه ارسل لي ورقة طلاقي من بلدنا بعدها بيومين بتاريخ طلاق سابق لتاريخ طلاق المحكمة ببلد الإقامة واسقطت كل حقوقي مع الحكم بالحضانة لي.   استمر في مسلسل التغذيب والاهانة قام بتعميم السفر على ابنتنا، واحتفظ بجواز سفرها لأنه الأب ضرارا وليس لمصلحة المحضونة، وذلك حتى يعرقل سفري للرد على القضية التي رفعها ببلدنا، وهكذا تلاعب بي وذلني كما كان يفعل أثناء زواجنا وأضطر للتخلص من هذه الحرب انفاق كل ميراثي واقترضت عليه من البنك لأدفع مصاريف الدعوى قلت له يوما بالتليفون: لماذا لا نفترق بالمعروف ؟أنت لم تدفع نفقة لابنتك ثلاث سنوات واليوم تضع الاف مؤلفة للمحامين فقط لكي تنتصر على بالقضية؟ لمصلحة من هذه الحرب؟ فرد على بقوله: سأصرف كل ما معي وكل مدخراتي للمحامين ولن أدفع لك شيئا طالما البنت بحضانتك وكل هذه المصاريف على قلبي مثل العسل، ولعلمك أنا تزوجت وما عندي نفقة لك ولا حقوق. حاولت يا سيدي أن يكون انفصالي بالمعروف لكن من الواضح أن من يتزوج بشخص متعب اثناء الزواج سيكون كذلك متعبا ومؤذيا حتى عند الطلاق وبعد الطلاق. الجواب: إنني أتعجب من مثل هؤلاء الأزواج،فهو إما شخص مريض نفسيا لذلك يستلذ بتعذيب من حوله ويفرح لحزنهم ويفخر ويزهو بالانتقام منهم فإن كان كذلك فالطلاق منه نعمة ومنحة ربانية إن وقع. وإما أن يكون الزوج نشأ في بيئة تهان فيها المرأة وتضرب وتستعبد فلما تزوج حاول فرض تربيته الشاذة وواقعه المرير اسريا عليها لكن الكثيرات من الزوجات إن صبرت عاما فلن تصبر أخر لكونها إنسانة لها كرامة واحساس ومشاعر وحقوق يجب أن تحترم وتصان.ومثل هؤلاء أيضا الزواج من أحدهم ابتداء نقمة ثم الطلاق منه نعمة. لذا أحسنوا الاختيار للزوج بحيث يكون رجل نشأ في بيئة صحية نفسيا بيئة يحترم فيها الأب زوجته أم أبنائه وتحترم فيها الزوجة مكانة زوجها وتطيعه. وكلمتي الأخيرة لكل من تعمد اذلال زوجته لأنها طلبت الطلاق لاستحالة العشرة فصمم على ايذائها ومحاربتها أقول له: (ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا) أتظن أن الحياة تستقيم وهي تكره العشرة أم هي مسألة اذلال فقط؟ وهل يجوز لك إجبارها على التنازل عن حقها في حضانة الأبناء؟إنها أم يحتاج الصغار لرعايتها فلا تجعل العناد والبخل سيوف انتقام لأن اولادك هم الضحية وهم من سيدفعون الثمن. أيها المتنازعون من الأزواج : لماذا لا نجعل طلاقنا (بشياكة) أي باحترام واتفاق وتفاهم؟ أليس المحضونين أولى بمالك ومالها الذي أنفق على أتعاب المحامين؟ ولمتى ستظل الحرب على أم أولادك؟ تذكر إنها كانت يوما من الأيام زوجتك وأم ولدك التي ساندتك عند الضيق والتعب وأعدت لك طعامك وغسلت لك ملابسك وصبرت على غضبك وعصبيتك وصبرت على كلماتك الجارحة لها والبخل عليها. ألا تستحق أن تنفصل عنها بهدوء ولباقة واحترام؟ قال تعالى: (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) صدق الله العظيم