تروي إحدى الأمهات التي ستدخل ابنتها إلى المدرسة للمرة الأولى هذا العام، بعض ما كانت تتخيل وما وجدت فعلاً على أرض الواقع عندما ذهبت للتسوق مع طفلتها للمدرسة لأول مرة. # ظلت الأم تتخيل مظهر ابنتها التي ستدخل الصف الأول، وكيف أنها ستميزها رغم الزي المدرسي الواحد عن بقية البنات، فكرت في كل شيء، سيكون يوم التسوق رائعاً. # ستذهب هي وطفلتها إلى السوق، ستشتري لها عدة أحذية سوداء وحمراء وبيضاء، وأبواط رياضة، وجوارب مزركشة، وربطات شعر مختلفة وزاهية. # ستبتاع لها دفاتر من أفضل نوعية، وبألون غلاف راقية، وكذلك ستكون أقلام الرصاص والممحاة والمبراة، لا شيء عادي كل قطعة ستكون مميزة. # ستبتاع لها حقيبة مريحة تجرها ولا تحملها لكي لا تتعب، لا بل حقيبتان، تبدل بينهما كل أسبوع. # ستعودان إلى البيت وتجلسان تبريان الأقلام، وتحضران المقلمة ومحتوياتها، وتكتب لها اسمها على كل دفاترها بخط جميل. هذا هو الحلم أو التوقعات، فكيف كان الواقع؟ # في المركز التجاري دخلت الأم وابنتها للتبضع لتجد الكثير الكثير من الآباء والأبناء، ممن ضجروا من مهمة ابتياع أغراض المدرسة منذ سنوات. # كانوا يلقون بالرزم من دفاتر وأقلام في سلة المشتريات بإهمال، لم ينظروا حتى إلى شكل غلاف الدفاتر. # الأبناء يتراكضون ويلقون بالأشياء على الأرض، العمال في المتجر يحاولون عبثاً إعادة الأغراض إلى مكانها. # المدرسة أعطت الآباء قائمة بعلب الألوان المطلوبة ودفاتر الرسم وحجمها المناسب، كانت الكمية انتهت، وظلت الأم تبحث عن الحجم المطلوب ولم تعثر على شيء. # معلمة الصف الأول وضعت ملاحظة أنها تريد ممحاة بيضاء فقط، لم تستطع الأم العثور على واحدة، هناك الكثير من الأدوات الزهرية اللون. # حجم الإقبال على متجر مقبول الأسعار جعل كل شيء ينفد بسرعة. الأمهات الخبيرات بالتسوق فعلن ذلك باكراً، من دون الخيالات الحلوة عن تجربة التسوق للمدرسة. # الأغرض المتبقية هي الأغلى، التي تحاشى الجميع الاقتراب منها. إنها للمتبدئين في التسوق للمدرسة! # بدأت الابنة بالتذمر، فقد شعرت بالجوع، وكان على مهمة التسوق أن تنقطع وتبدأ مهمة تناول الغداء في مطعم قريب. # المول كبير وكان على الأم مشي مسافة كبيرة تجر العربة والابنة فيها لأنها متعبة من المشي، إلى صالة المطاعم، لكي تأكلان وجبة سريعة وتشعر بعدها بالنعاس. # وضعت الأم ميزانية وحاولت الالتزام بها لكن دون طائل. # ندمت على رفض العرض الذي قدمته المدرسة بتوفير كل مستلزمات المدرسة لكل طالب مقابل مبلغ معين، شعرت الأم أنه مرتفع ولكنها دفعت ضعفه في السوق إضافة إلى التعب والضوضاء وجنون التسوق والطفلة تبكي وتجوع وتضجر، والأطفال يتدافعون. # في اليوم الأول وبينما هي تصحب ابنتها، رأت كل طالب وقد حصل على صندوق صغير من المدرسة فيه كل الحاجيات المطلوبة بالمقاسات والألوان المطلوبة تسلمته الأمهات في لحظة من المعلمات وأعطت كل واحدة الصندوق لابنها أو ابنتها.