الحاجة  أم الإختراع، والحب هو المحرك الأساسي لأغلب الإبداعات والابتكارات، في قصة (فاطمة ، حمدة ، وعليا) تلمع محبة إنسانية قادة هذا الثلاثي لابتكار آلة تساعد إحداهن في تخطي الصعاب التي تواجهها.   فاطمة أحمد خريجة كلية التقنية وتعمل حالياً في المجال الشرطي وهي أخت لعلياء أحمد التي تحمل بكالريوس في الإعلام وتعمل في وزارة الإقتصاد، الآخيرة لديها صديقة محبة وودودة تدعى حمدة السميطي وهي متخصصة في إدارة الأعمال والمحاسبة . زيارات حمدة لمنزل عليا وفاطمة  جعلها تلاحظ معاناة الأخيرة والتي تستخدم الكرسي المتحرك في نشاطاتها نظراً لكونها من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، لم تكن فاطمة قادرة على الاعتماد على نفسها بنسبة كبيرة وكانت دائمة الحاجة لمن ينوب عنها في العمليات المصرفية والمالية أو حتى عملية السحب النقدي أولاً لكون "آلة صرف المال" لا تتلائم مع طولها ولايمكن رؤية أرقامها مما يجعلها تعتمد على الآخرين في ذلك وأحياناً لا يوجد من يساعدها في اتمام هذه العملية، شكوى فاطمة لأختها وصديقتهما حمدة جعل الثلاثي يفكر بطريقة لحل مشكلة فاطمة حتى لمعت في اذهانهن فكرة "ATM”  آلة صرف للمال خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة . ولكونهم لا يملكون أي فكرة عن كيفية عمل الآلة ، بدؤا بزيارة العديدة للبنوك المصرفية لعرض الفكرة عليهم وتبنيها إلا أن أحداً لم يصغ لهم مما اضطرهم للاعتماد  على النفس فبدوؤا بالبحث عن كيفية التصميم والتنفيذ وبالفعل قاموا بتنفيذ الفكرة والتي تنتظر دورها من أجل اعتمادها كبراءة اختراع . تقول حمدة :" بدأت فكرة الاختراع بعدما كنا نرى معاناة فاطمة في استخدام الصراف الآلي وعدم قدرتها على الاعتماد على نفسها ، خاصة بعد أن دخلت مجال العمل وأصبحت تحتاج استخدام الصراف الآلي، بعدها قررنا تطوير صراف يجمع جميع المواصفات و المميزات التي تخدم جميع فئات المجتمع ، ونظراً لان لا أحد ساعدنا في ذلك فاعتمدنا في بحوثنا على ماهو موجود وقمنا بتطويره وتشكيله بطريقة تناسب ذوي الاحتياجات الخاصة". تضيف عليا " أكبر صعوبة واجهناها  في تنفيذ فكرتنا على ارض الواقع، هي أن تكلفة الصراف الآلي عالية ومن الصعب تنفيذه بلا دعم مادي،وكذلك تبني المشروع من قبل البنوك حيث أننا قمنا بعدة مقابلات ولكن لم يتبنى أحد الفكرة بعد". أما فاطمة فتقول :" لدي طموح كبير في المواصلة في مجال الابتكار ونسعى نحن الثلاث إلى عرض ابتكارنا هذا لجهات عديدة من اجل اعتمادها ، حتى لو لم نحصل على براءة الاختراع يكفي أننا ساهمنا في نفع المجتمع عن طريقة تسهيل حياة من هو مثلي فحين نعمل نحن مضطرون الى استعمال آلة الصرف المالي بشكل مستمر ". تلفت فاطمة إلا أن أنهم قاموا  بالمشاركة في عدة مسابقات في الامارات وخارجها، وكان للاختراع صدى كبير وتفاعل من جميع الفئات خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة من أجل دعم وتطبيق هذا الابتكار. تضيف حمدة :" الحاجة هي سبب الإلهام دوماً ، لست مضطراً أن تكون خبير في مجال معين لتبتكر ، يمكن باختصار أن تقرأ وأن تبحث، وأن تتطلع على تجارب من سبق في ما تود القيام به لتبني عليه شيئاً جديدا قابلاً للتنفيذ وذا نفع مجتمعي ". وعن احتفالية يوم المراة الاماراتية تقول عليا : الكثير يعتقد بأن الإختراعات هي ملكية ذكورية الأمر خاطىء جدا فأغلب الابتكارات هي لنساء كانت حياتهن صعبة وفكرن بطريقة سهلة لتبسيطها ، وخصوصاً مع ما تقوم به الدولة لدعم عجلة التنمية البشرية وتسخير العديد من الاحتفالية لدعم الابتكار والمبتكرين فلا توجد أفضلية الفرصة متاحة للجميع ، وأن يتم اختيار الإبداع والابتكار للاحتفاء به في هذه الدورة من يوم المراة الاماراتية هو أمر غاية في الأهمية، لأن الابتكار والابداع والتجديد هو أهم ركيزة تعتمد عليها الدول من أجل التطوير .".. في الختام تضيف فاطمة :"أنها معجبة بشخصية وعقل المخترعة الاماراتية عيدة المحيربي التي تملك العشرات من الاختراعات العلمية التي تثبت أن الاماراتية قادرة على الانجاز والنجاح وبانها لا تقل قدرة وذكاء واجتهاد عن غيرها، وهي دليل واضح على أن الامارات تعد بيئة خصبة للمبتكرين لاستلهام افكارهم ودعمها ".