حنان الفردان إماراتية أخذت على عاتقها مهمة الحفاظ على اللغة العربية وايصال الثقافة الإماراتية بشكل واضح للغرب . تعايشت مع الكثير من الأجانب في الإمارات ورصدت من خلال تعاملها معهم الصعوبة التي يجدونها في الإنخراط بالمجتمع الإماراتي بالرغم من أنه مجتمع مفتوح ، لذلك قررت وبناءا على اصرار من زميلاتها بإنشاء معهد لتعليم اللهجة الإماراتية بطريقة مبدعة ومبتكرة . حنان الفردان هي واحدة من الإماراتيات اللواتي شاركن في عملية النفع المجتمعي والتي من خلال حوارنا معها اليوم نقدمها كنموذج مضيء احتفاءاً بيوم المراة الإماراتية المبدعة والمبتكرة . من هي حنان الفردان ؟ حنان هي اماراتية من دبي وخريجة بكالوريس في الدراسات الدولية من جامعة زايد ولدي ماجسيتر في السياسات التعليمية من الجامعة البريطانية في دبي، عملت لدى هيئة المعرفة والتنمية البشرية كمساعد باحث في الشؤون التعليمية لمدة 6 سنوات. وتفرغت بشكل كامل لمعهد الرمسة منذ مارس 2016. اخبرينا عن معهد الرمسة وكيف بدأ المشوار ؟ "معهد الرمسة" هو معهد لتعليم اللهجة الإماراتية، وهذا المشروع بدأ كتطوع مني لتعليم أحد زميلات العمل بعض الكلمات والمصطلحات والجمل البسيطة ولكن الامر تطور فيما حتى بدا زملائي بالاصرار على تعليمهم هم كذلك المفردات الإماراتية وهذا الامر حثني على انشاء معهد متخصص لتعليم اللهجة المحلية لغير الاطقين بالعربية ، وعملت على بناء فريق عمل مهتم بمثل هذا المشروع ، اليوم ندير المعهد أنا وشريكي عبدالله الكعبي. ونملك حوالي 20 مدرس إماراتي تم تأهيلهم بالمهارات اللازمة . هذا يعني بان الاستفادة مزدوجة في المركز بالنسبة للأجانب والمواطنين ؟ نعم فنحن في في معهد الرمسة فتحنا فرصة للمواطنين لدخول عالم التدريس الذي يتهرب منه الكثيرين، حيث يجد المدرس المتعة الحقيقية أثناء هذه الرحلة، كما ووفرنا فرصة للشباب والخريجين الغير حاصلين على عمل كي يبرزوا ويصقلوا مهاراتهم المختلفة بعد تأهيلهم وتعليمهم مما يزرع الثقة في أنفسهم لدخول عالم الاعمال بكل سهولة ويسر، كما وفرنا فرصة للموظفين لملء أوقاتهم بعد ساعات العمل بالمفيد حيث انهم يستطيعون ان يقوموا بالتدريس في الفترة المسائية، ويحصلوا على عائد مادي إضافي، حيث اعتمدنا نظام المكافأة على حسب الساعات التدريسية. وتم توطين الطاقم التدريسي بشكل كامل وذلك بناء على رغبة الطلبة بمعلمين إماراتيين وذلك بسبب التحديات التي يواجهها الطلاب الأجانب بالاختلاط مع أفراد المجتمع الإماراتي. تعليم اللهجة المحلية تعتبر فكرة جديدة ، فلما اخترتي تعليم اللهجة المحلية وليس العربية الفصحى ؟ هدفنا الأساسي هو مد جسور التعاون والتعارف بين مختلف الشعوب بثقافاتهم المتعددة عن طريق تعليمهم اللغة العربية واللهجة المحلية، مما يساهم بشكل كبير لفتح أبواب التعارف والتقارب حيث نؤمن بأن اللغة هي مفتاح للقلوب، ونحن في معهد الرمسة حينما نرسخ دعائم اللغة العربية عند الغير ناطقين باللغة العربية فإننا نوفر لهم أرضية خصبة للاندماج مع المجتمعات العربية بشكل عام ومجتمعنا الاماراتي بشكل خاص. واما عن اختياري واما عن اختياري لتعليم اللهجة المحلية فهو بناء على رغبة الطلبة الذين أرادوا تعلم لهجتنا ليتواصلوا مع المجتمع الاماراتي. وهناك العديد من المراكز للغة العربية، فأردنا التخصص في شيء فريد ولذا قررنا التخصص في اللهجة الاماراتية. وكيف تم تحديد المنهج الدراسي للمعهد؟ وفي ظل غياب المناهج التعليمية المتخصصة في تعليم اللهجات العربية وبالأخص تعليم اللهجة الإماراتية للناطقين بغيرها والصادرة في الإمارات، فقد تم إعداد المناهج في المستوى المبتدئ والمتوسط من قبل فريق معهد الرمسة، حيث تم إعداد منهجية ذلك بناء على مدى احتياج الطلبة للكلمات في الحياة اليومية في دولة الإمارات خلال المرحلة الاولى من رحلة التعلم، وتركيز على مهارة المحادثة والاستماع في بداية الرحلة التعليمية، وتقليل التركيز على النحو والإعراب، حيث تم إعداده ليتمكن الطالب من التحدث وطرح الاسئلة بشكل بسيط بعد مستوى المتقدم الأول، وذلك يبني الثقة لدى المتعلم ويعطيه الدافع لإكمال المراحل المتوسطة والمتقدمة من التعلم. وبفضل المنهج السليم الذي اعددناه تم اعتماد معهد الرمسة من قبل هيئة المعرفة والتنمية البشرية و استجاب المعهد منذ بداية افتتاحة وحتى الآن إلى سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة لتطوير اللغة العربية في تقرير "العربية لغة حياة" الصادر في عام 2013 من لجنة تحديث اللغة العربية . وما الأساليب التي تعتمدونها في التعليم؟ استخدمنا الافلام الإماراتية والكرتون الإماراتي مثل رسوم "اشحفان" ورسوم "حمدون" أساسا للمناهج المتقدمة، خصوصا حينما أصبحت البرامج التلفازية والأفلام والمسلسلات والمسرحيات مواد تعليمية لدى معلمي اللغات الأجنبية. فهي بالإضافة إلى تعليم اللغة، فإنها تقدم للمتعلم فرصة ثمينة للاطلاع على أسلوب الحياة العربية بكل مكوناتها وشرائحها. فتلك المواد الإعلامية تتضمن مشاهد من مواقف حياتية، وتعبر في كثير من الأحيان عن الروح الإماراتية والعربية، وطبيعة العادات والتقاليد والسلوك اليومي للمواطن الإماراتي والعربي  كم يبلغ عدد المنتسبين إلى المركز حتى الآن ؟ منذ إنشاء المعهد في يونيو 2014، تم تدريس 450 طالب من مختلف الجنسيات والأعمار. واكثر الراغبين في تعلم اللهجة الاماراتية هم الاوروبيين ومن ثم الاسيويين. بالاضافة الى الاماراتيين الذي لم يتمكنوا من تعلم اللهجة الاماراتية من الوالدين في المنزل لاسباب مختلفة. هل يتم تعليم الأجانب شيء آخر بجانب اللهجة الأماراتية ، كتاريخ البلاد وتراثه ؟ نؤمن في معهد الرمسة بأن اللغة واللهجة المحلية مرتبطة ارتباط كلي ومباشر مع الثقافة والعادات المجتمعية فقد قمنا بعمل برنامج للأنشطة اللاصفية ورحلات مجتمعية إلى بعض المطاعم التي تقدم الاكلات الشعبية بطريقة محلية، نقوم من خلال الزيارة بتعليم الطلاب بطريقة عملية عن الأكلات الشعبية بمختلف مسمياتها وطريقة تقديمها ومتى تأكل من ناحية الوقت هل في الصباح أو المساء، والكيفية التقليدية في تقديم الوجبات، ما يتعلمه الطالب في مثل هذه الرحلات يتجاوز اللغة إلى الثقافة المحلية، يرافق الطلاب الأجانب مجموعة من المدرسين المواطنين الذي تدربوا على التعامل مع الأجنبي بطريقة احترافية. كيف تعود فكرة "معهد الرمسة" بالفائدة على المجتمع الإماراتي ؟ ماهي أهمية أن يتعلم الأجانب اللهجة الإماراتية في نظرك ؟ نحن جميعا نعمل ان اللغة العربية تواجه تحديات كثيرة في دولة الامارات، والكثير يدعون لحماية اللغة العربية، ولكني أعتقد بأن اللغة العربية لا تحتاج الى حماية، انما تحتاج الى من يعمل على نشرها وتدريسها وتوثيقها بشكل مبتكر يناسب عصرنا التقني. ورسالتي هي نشر اللغة العربية واللهجة الاماراتية بشكل مبتكر وجديد وبناء جسور تواصل جديدة بين الاجانب والاماراتيين، ظهرت العديد من المبادرات في مجال اللهجة الاماراتية ولكن للأسف لم تستمر، ورسالتي أيضا تكمن في استمراية العطاء على رغم من التحديات وقلة الدعم.