ارتفعت الحوادث القاتلة الناجمة عن التقاط صور "سيلفي"، في ظل انتشار الهوس بمحاولة التقاط صورة فريدة وغير عادية، فهل أصبح الـ "سيلفي" قاتلاً متسلسلاً يهدد حياتنا، أم أصبحت الهواتف الذكية تشكل خطراً علينا؟ إذ تشير الإحصائيات العالمية أن ثاني سبب لحوادث السير المميتة في العالم بعد السرعة هو استخدام الهاتف أثناء القيادة. آخر هذه الحوادث المؤلمة التي نسمع عن وقوعها بسبب التقاط السيلفي، مصرع ثلاث أشخاص من عائلة واحدة وهي تحاول التقاط صورة سيلفي في أحد المواقع السياحية في شمال الباكستان. ووفقاً لشهادة السياح الآخرين في موقع الحادثة، فقد حاولت صفياء عاطف الابنة البالغة من العمر 11 من العمر التقاط سيلفي لها ولأبويها في منطقة خطرة بمحاذاة نهر معروف بكثرة تياراته، وحين سقطت الابنة قفزت شاديا الأم في البداية خلفها والداها في محاولة لإنقاذهاـ ثم تبعها الأب عاطف فلقي الجميع حتفهم، بينما ظلت الابنة ذات التسع سنوات والابن ذو الست سنوات يراقبان أبويهما وشقيقتهما وهم يغرقون في النهر خائفين وعاجزين عن فعل شيء مع فوج السياح الآخرين. ووقعت هذه الحادثة المروعة في نهر كونهار العميق المعروف بتياراته الجارفة في منطقة خيبر بختونخا في موقع سياحي كثير التلال في بلدة بيسيان على بعد حوالي 200 كيلومتر عن شمال إسلام آباد. ورغم وجود إشارات تحذيرية في المنطقة تفيد بخطور النهر والمكان الذي يسهل الانزلاق فيه، كان إغراء السيلفي في مكان خطر أقوى من أن تقاومه العائلة، رغم أنها عائلة متعلمة فالأبوين طبيبين.