كانت الصحافة وحتى وقت قريب تتداول قصص ذوي الاحتياجات الذين تغلبوا على إعاقاتهم الحركية والذهنية، لكن معظم هذه الحكايات التي كانت تتداولها، كانت قصص من بلاد أوروبية أو أميركية أو من أي ثقافة أخرى غير عربية. فلطاملا حاصرت المجتمعات العربية ذوي الاحتياجات الخاصة، وكثيراً ما سمعنا عن أسر تخفي أبناءها إن كانوا مصابين بواحدة من الإعاقات، لكن هذه النظرة التي تنطوي على الكثير من القسوة من جهة والخوف من جهة، بدأت تتغير، وبدأت الفرص تزداد لذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك علاقتهم بالمجتمع أصبحت أكثر استرخاء، علماً بأن الكثير ما زال ينبغي فعله لتحسين ظروفهم التعليمية والاجتماعية .. إلخ الأسبوع الماضي تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي حكاية الصبية الفلسطينية المصابة بمتلازمة داون والتي أقام لها والداها عرساً في عيد ميلادها، واليوم تتناقل هذه الوسائل حكاية إكرام من فاس. فقد نشرت صفحة "ناس المغرب Humans Of Morocco" النسخة المغربية من صفحة القصص الإنسانية Humans of New York، صورة لفتاة تدعى إكرام، من مدينة فاس وسط المغرب، تحدثت فيها عن حياتها الخاصة، وعلاقاتها ومشاعرها وطموحاتها. تقول إكرام "عمري 20 عاماً، أدرس في الكلية وأعمل، ولدت بلا يدين، وكانت صدمة كبيرة بالنسبة لعائلتي، خصوصاً أمي وأبي، إذ كانا يفكران كيف سأعيش وكيف سأدرس". وتضيف "ولكن الحمد لله، كبرت، وجاء وقت الدراسة، ودخلت مدرسة عادية وليست مدرسة خاصة بالمعاقين، وكنت دائماً الأولى وكانت علاماتي مشرّفة". وعن علاقتها مع ذاتها وبمن حولها، تقول "علاقتي مع محيطي علاقة جميلة مبنية على الحب والاحترام، إذ إن الجميع يحبني، سواء من يعرفني أو من لا يعرفني، لم أنظر يوماً إلى إعاقتي كنقص ولا كعار بالنسبة لي، بل على العكس، أراها نقطة اختلاف وبصمة افتخار، وهي شيء يميزني عن كل الناس". وعن المستقبل تقول "عندي أحلام و أهداف في الحياة وعندي يقين كبير في الله أنني سأصل وأحقق ما أريد، ولدي العزيمة والإرادة لكي أنجح"، بحسب قولها.