قبل عيد ميلادها الأربعين بعامين، نقل الطبيب خبراً سيئاً لآن سميث، فقد عاشت منذ عمر المراهقة في جسد بدين، وهاهي تقترب من الأربعين وهي تعاني من مرض السكري وصعوبات في التنفس ومرشحة لأن تصاب بارتفاع الكوليسترول.   وتعقد الأمر كثيراً حين بدأت تعاني من آلام شديدة في الركب، فقد بدأت ركبتاها تتعبان من حمل كل هذه الشحوم. القرار باتباع الرجيم كان سهلاً قبل أن يتم تنفيذه، وقد وقع اختيار الطبيب على رجيم يدخل 1200 سعرة حرارية فقط إلى جسك آن سميث، وكان عليها أن تقبل، في البداية تحمست لفكرة خسارة الوزن التي تجاهلتها طيلة سنوات الصبا، بحجة أنها راضية عن نفسها وأنها لا تهتم لكلام الناس، لكن خسارة الوزن لا تتعلق فقط بالجمال والأناقة والشباب واتباع الموضة والظهور بمظهر جميل، بل تتعلق بالصحة والابتعاد عن أمراض القلب والسكري والضغط ..إلخ والحفاظ على أجسدنا لكي تخدمنا في شيخوختنا ولا نصاب بالعجز وعدم القدرة على أداء أبسط المهمات اليومية. قبلت آن سميث التحدي، وظلت في الأسبوع الأول من الرجيم تنتحب، وتشعر أنها عاشت مسحوقة تحت أكثر من 100 كيلو، وأن عليها الآن أن تتخلص من هذا المرض. تقول في البداية "خسرت بعض الكيلوغرامات، لكني ظللت أتألم؛ مفاصلي تؤلمني أشعر بالجوع طيلة الوقت وأعاني من موجات من الحزن والاكتئاب ومشاعر الندم"، لكن الأمر بدأ يتبدل شيئاً فشيئاً مع تتالي الأسابيع والشهور. وبعد أن شاهدت آن سميث فيلماً وثائقياً بعنوان "الشُوك على السكاكين" تقول إن حياتها تغيرت تماماً، فالفيلم يتناول القدرة على تحويل النظام الغذائي إلى نظام نباتي بالكامل لتجنب البدانة والأمراض. لم يقتصر التغيير على آنا وحدها بل بدأت تتدخل في النظام الغذائي لعائلتها وأصدقائها وصديقاتها في العمل، وتخبرهم بما تقرأ وماذا شاهدت وكيف أثر ذلك على مزاجها وصحتها. الآن وبعد أن خسرت آنا سميث نصف وزنها تقريباً باتباع حمية نباتية يدخل فيها إلى جسمها يومياً 1200 سعرة حرارية فقط، تتحدث أن التجربة التي استمرت عشرة أشهر كانت صراعاً مع نفسها، ودخلت فيه عائلتها، بعد أن عاشوا عشرة أشهر من دون لحوم ومن دون نشويات مضرة كالمعكرونة والأرز والمعجنات، اكتفوا من بالبطاطا وقطع من التوست الأسمر بين الفترة والأخرى. استبدلوا الصودا التي يحبونها بعصائر الفواكه الطبيعية، واستبدلوا الحلويات بالبطيخ والكرز والفراولة... إلخ وطبعا لم تنس آن ممارسة رياضة المشي والهرولة إلى أن أصبحت قادرة على الركض ولعب التمارين بانتظام. الآن تتمتع آن سميث بجسد جميل والأهم من ذلك بصحة جيدة وحيوية وتقول إنها تمتلك طاقة إيجابية وتفاؤلا وثقة أكبر بنفسها. إذن فأساس حمية آن كان التخلص من اللحوم والنشويات الدسمة بكل أشكالها، ولعب الرياضة عدة مرات في الأسبوع، والعيش على النباتات الطازجة أو شويها، إنه قرار كبير لكنها اتخذته وهي تعيش الآن نتائجه الرائعة.