مواقع متعددة وأدوار مختلفة تتولاها هالة بدري، جاءت كنتيجة طبيعية لشخصية آمنت منذ نعومة أظفارها بالرغبة في التميز والنجاح كأسلوب حياة مستدام، ونشأتها كشخص يمتلك حب العمل المجتمعي، ويحرص على المشاركة الفاعلة في الأنشطة الهادفة. ليس هذا فقط، بل يضاف إلى كل ما تقدم، إيمانها بالنظر إلى كل مهمة باعتبارها تحدياً وفرصة للتعلم يمكن أن تستفيد منها على المدى الطويل. لذا وضعت نصب عينيها منذ بداياتها المهنية تعلم شيء جديد كل يوم حول مجال عملها ووظيفتها. هي تمثل إذن مسيرة امرأة ناجحة بكل المقاييس، بدأت حياتها في وظيفة مكتبية، ثم عملت لمدة 7 سنوات في «شركة بترول الإمارات الوطنية» («إينوك»)، ثم انتقلت إلى Du، حيث تولت منصب مدير الاتصال المؤسسي. وخلال عملها، شاركت في «برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة»، وهو ما أهلها لتولي منصب النائب التنفيذي للرئيس للإعلام والاتصال في غضون عامين فقط من انضمامها للشركة. هذه المسيرة المتميزة نطلع على تفاصيلها في هذا الحوار، الذي تؤكد فيه هالة «أن النجاح أسلوب حياة»، مشددة على أن «المرأة الإماراتية أسعد نساء العالم». • المتتبع لمسيرتك المهنية يجد أنك حققت كثيراً من النجاحات خلال وقت قياسي.. ما العوامل التي أهلتك لذلك؟ - امتلكت منذ نعومة أظفاري رغبة في التميز والنجاح كأسلوب حياة مستدام. ونشأت كشخص يمتلك حب العمل المجتمعي ويحرص على المشاركة الفاعلة في الأنشطة الهادفة. كما أنني أنظر إلى كل مهمة باعتبارها تحدياً وفرصة للتعلم يمكن أن أستفيد منها على المدى الطويل. لذا، وضعت نصب عيني منذ بداياتي المهنية تعلم شيء جديد حول مجال عملي ووظيفتي في كل يوم. فضلاً عن ذلك، فقد منّ علي الله بنعمة دعم العائلة ودعم زوجي، وهذا الدعم لا يقدر بثمن، ويمثل مقوماً أساسياً للنجاح الشخصي والمهني. • بصفتك إحدى النساء الإماراتيات المتميزات. كيف ترين واقع المرأة الإماراتية اليوم؟ - المرأة الإماراتية من أسعد نساء العالم بفضل الدعم المقدم لها في مختلف مراحل حياتها، صحياً وتعليمياً ومن ثم في حياتها المهنية. وأي عوائق قد تواجهها هي عوائق داخلية تتغلب عليها بتحقيق التوازن النفسي والاستقرار الأسري والعلاقات المهنية القائمة على المنافسة الشريفة والمصلحة المشتركة مع جميع العاملين معها. لقد أسهمت المرأة الإماراتية مساهمة فاعلة وواعدة في بناء المجتمع الإماراتي، وهي تستحق الاحترام والتقدير على ذلك، حيث تمكّنت من إثبات نفسها وتحقيق إنجازات تفوقت فيها على نظرائها من الرجال. • هل لعبت دوراً مؤثراً في صعيد الإعلام والاتصال؟ - أنا اليوم أشرف على إدارة الإعلام والاتصال، حيث يقوم دوري على توفير الرؤية والتوجه الاستراتيجي لكل من مهام الإدارة، ألا وهي الاتصال التسويقي، وإدارة الهوية المؤسسية، والاتصال المؤسسي، والمسؤولية الاجتماعية للشركات، والاتصال الرقمي والإعلام، وضمان عملها بتناغم وتناسق لما يعود بالفائدة على جميع الأقسام. ومن خلال إشرافي على استراتيجية الاتصالات الشاملة، أقوم بالإشراف على تنفيذ جميع مبادرات الاتصالات، وضمان الإدارة الفعالة للموظفين والموارد، والامتثال للسياسات والمعايير المؤسسية، وتخطيط الأعمال بطرق سليمة وإدارة الأداء. • هل تجدين صعوبة في التوفيق بين البيت والعمل؟ - الاهتمام بالشؤون المنزلية هو أمر أساسي ويحتاج إلى وقت وجهد خاص، لكنه يجب ألا يستأثر بوقت وطاقات المرأة بأكملها، فانطلاقاً من دورها المجتمعي الفاعل والأساسي، تحتاج المرأة إلى أن تثبت نفسها عبر تحقيق النجاح على مستوى العمل والمجتمع، لتسهم عبر ذلك في إنجاح حياتها الأسرية وإثراء حياة أفراد عائلتها. هذه المهمة على الرغم من صعوبتها، ليست بالمستحيلة في ظل الدعم العائلي والإرادة والطموح. • ما المبادئ التي تحرصين على اتباعها في ما يتعلق بأسلوبك في تربية أبنائك؟ - أحرص كأم على انتهاج مبدأ المشاركة. وألتزم بغرس المبادئ الأساسية والمهمة في تنشئة أبنائي، الذين يمثلون الجيل التالي الذي سيواصل دفع عجلة ازدهار الدولة، وذلك لإرشادهم نحو الطريق السليم بهدف تحقيق النجاح في المستقبل. فضلاً عن ذلك، أعمل على ترسيخ مقومات حب المعرفة والعطاء والتعلم والاجتهاد والاحترام، وسواها من المبادئ السامية في نفوس أبنائي، فهي المقومات التي تشكل جوهر الإنسان الناجح. لذلك، وكما رباني والدي، أعمل على تسليح أبنائي بهذه الخصال الصالحة للإسهام في خلق جيل مستقبلي ناجح ومتمسك بالقيم والمبادئ التي تميز مجتمعاتنا وتسهم في تعزيز نجاحاتنا واستمراريتها. لقراءة تفاصيل الحوار المميز والشيق يرجى الإطلاع على عدد زهرة الخليج لهذا الأسبوع والذي تزين "وفاء الكيلاني" غلافه .