كان تأثير حصة "التربية الأسرية" في المدرسة كبيراً عليها، فمنه وبحرص من والدتها بدأت تتعلم فنون الطبخ والخياطة، بالإضافة إلى امتلاكها "نفس شهي" في تحضير الطعام وحرصها الدائم على الابتكار وإضافة الجديد لوصفاتها معتمدة في ذلك على تذوقها التي دائما ما تكون صائبة ولذيذة، استطاعت فاطمة محمد أن تكون واحدة من أهم السيدات الإماراتيات اللواتي ساهمن في إثراء المطبخ الإماراتي عن طريق توثيق تاريخه ووصفاته.   قبل 15 عاماً كانت فاطمة توثق كل وصفة تقوم بابتكارها وتحديثها بطريقة القلم والورقة ككل النساء في الإمارات، حتى اكتشفت يوماً أنها تملك حصيلة لا يستهان بها من الوصفات، فقامت بطباعتها "كملزمة" تقوم بتقديم نسخة منها لقريباتها الدائمات الطلب لوصفاتها الشهية. تقول فاطمة:" لم يكن هناك وجود للشيف الإماراتي أو الطهاة الإماراتيين بالشكل المعروف حالياً، بالإضافة إلى أن عدد الكتب التي تتحدث عن الطعام الإماراتي كان قليل جدا ً، لا يخفى أن بعض الطهاة العرب اجتهدوا في تقديم وصفات إماراتية ولكنها لم تكن مثرية، القليل منهم كان يدرك أن المطبخ الإماراتي ثري، وإن هناك وصفات تتعدى المجبوس والهريس والثريد واللقيمات التي كان البعض منهم يوثقها في كتابه بوصفات ومقادير غير دقيقة وفاقدة للنكهة الاماراتية الخاصة".   وتضيف فاطمة: "في عام 2004 قررت بدعم من زوجي أن اقتحم عالم كتب الطبخ، فقمت بنشر أول كتاب لي يتناول المطبخ الإماراتي الشعبي بشكل دقيق، وتوالت الكتب حتى وصلت حصيلتي إلى 5 كتب غالبيتها يتحدث عن وصفات إماراتية مبتكرة، وهناك وصفات صحية وعربية وعالمية، باللغتين العربية والأنجليزية ". تملك فاطمة حساباً خاصاً على مواقع التواصل الاجتماعي والذي من خلاله تنشر فيديوهات سريعة لطريقة إعدادها الطعام، كما أنها تعطي حلولاً سهلة وذكية لإنجاز الطعام بسرعة قصوى، ولمساعدة أولئك الفتيات الجديدات على عالم الطهي. سألنا فاطمة إذا ما كانت تؤمن بأن "الطريق إلى قلب الرجل معدته" لتفاجئنا بردها "لا". تؤمن فاطمة بأن الزواج مؤسسة أكبر من مجرد طبخ، لا أحد سيغرم بك من طبخك الجيد، بل من كونك امرأة جيدة وأن تكوني امرأة جيدة معناه أن تكوني زوجة وأم ومربية ممتازة، كونك طباخة ماهرة هذا أمر جيد، ومن المعيب أن لا تتعلم الفتاة الطهو في الوقت الحالي، فكل شيء متاح أمامها بضغطة زر يمكنها أن تحصل على ألذ الوصفات بعكس الزمان الذي كنت فيه، فلا سبب يجعلها تتكبر على دخول المطبخ، الاهتمام الذي توليه الفتاة لزوجها، وحرصها على رعايته وتقديم الراحة له والذي يشكل الطعام جزءاً منه، كأن يعود إلى المنزل فتستقبله بابتسامه وبلقمة هنية هذا ما يجعل الطريق الى قلب الرجل سهلا، ليس الطعام فقط، على حد تعبيرها. تتمنى فاطمة لو أن حصص التربية الأسرية تعود مرة آخرى للنظام الدراسي في الإمارات فهي تعتقد بأن الفتيات في هذا العصر بتن بحاجة ملحة لها أكثر من السابق.