عجبت للفحم كيف صنع منه الإنسان بالأمس طاقة بخارية جبارة حركت القطارات، وكيف حول اشعة الشمس المحرقة لطاقة بديلة حركت وسائل النقل على الأرض وحركت الطائرات، وعجبت كيف استطاع الإنسان أن يحول آلاف الأطنان من القمامة لمواد نافعة للبشرية كالأوراق والمناديل وبعض المصنوعات.   قلت في نفسي: هل من الصعب على نفس هذا الإنسان أن يحول مشاكله الاجتماعية والأسرية لطاقات خلاقة تدفعه إيجابا للتطوير والتعليم والعلم والعمل؟   كان الجواب من واقع الحال أن الإنسان يقدر، والنماذج كثيرة لتتعلمي يا حواء منها مثالا لا حصرا:   - أن هناك من النساء ممن طلقن حولن تلك الطاقات السلبية لتلك المأساة لطاقات ايجابية دفعتها للدراسة والتعلم أو العمل والتصميم على النجاح ونيل أعلى الشهادات العلمية، أو على الأقل شغل فراغها بالعمل الخيري وخدمة الأرامل واليتامى والعجزة، أو الاعتكاف على تعلم القرآن وعلوم الدين أو تطوير الذات وحضور الدورات وتعلم اللغات. -وهناك أزواج عاش أحدهم مبتلى بزوجة شيبته قبل المشيب لكثرة مشاكلها معه لكنه كظم غيظه ولم تعرقله مشاكلها عن تطوير نفسه ماديا وعلميا وبناء مستقبله.   يقول أحد الأزواج: تزوجتها وكنت بالجامعة فلم تعرقلني خلافاتها ونكدها المستمر عن اكمال دراساتي العليا حتى حصلت على شهادة الدكتوراه، وتقلدت أعلى المناصب لأني كنت أشغل عقلي بالعلم بدلا من اشغاله بالألم (ألم المشاكل).   يضيف: كانت زوجتي ومن حولي يتعجبون كيف ذاكرت وسافرت ودرست وبنيت نفسي وسط هذه المتاعب الأسرية اليومية فكنت أقول لهم: لأنني حولت طاقاتي السلبية لدافع للنجاح وأفنيت كل قدراتي في تحصيل العلم والنجاح بدلا من استنزافه في الخلافات الأسرية. لأنه من أعظم أنواع النجاح هو النجاح والإبداع أثناء البلاء، فالناجحون هم من يبدعون عندما يتألمون . فهل تستطيعين أن تكوني ممن أبدع عندما تألم؟ هل تستطيعي أن تجعلي من مشاكلك الأسرية أوالطلاق دافعا لتطوير حياتك؟