التجمعات العائلية هي ما يميز جميع الأعياد إلى أن الطقوس تختلف من بلد لآخر ، وفي الإمارات بالتحديد تختلف أيضاً احتفالية العيد من امارة لأخرى ، ولعل أحد أكثر الإمارات المحافظة على الطقوس الشعبية القديمة ولازالت تمارسها الى الآن هي إماراة الفجيرة ، نظرأ لكون التجمعات العائلية هي أكثر ما يهتم به السكان هناك وقت العيد أنا زهرة تعرض لكم اليوم بعض الطقوس التي يمارسها سكان " الفجيرة" في العيد ، والفجيرة هي منطقة ساحلية وجبلية وواحدة من الإمارات السبع لدولة الإمارات .   صلاة العيد صلاة العيد هي "واجب" بالنسبة لأهالي الفجيرة اللذين يسعدون بها لكونها تجمع البعيد والقريب في ساحة واحدة، وما أن ينتهون من الصلاة يبدؤون بالسلام والتبريكات على الموجودين في "مصلى العيد" ومن ثم يتجمع الرجال " الفريج" جميعهم من أكبرهم إلى الأصغر ويبدون "بالزوارة" سيراً على الأقدام وهي زيارة المنازل والقاء السلام على الرجال والنسوة من كبار السن وتناول فنجان قهوة والبعض من فوالة العيد التي تحوي على فواكه وأكلات شعبية اماراتية.   المالح فوالة العيد هي أحد أبرز الأمور التي يتفاخر بها الناس في الإمارات في العيد "منو فوالته أحلى ؟" ، ولكن في الفجيرة الأمر مختلف ، الفوالة ، وهي الضيافة باللغة المحلية ، عبارة عن عزائم للغذاء ففي كل يوم تكون هناك عزيمة غذاء عند كبير العائلة في مجلس الرجال وهذه العزيمة لا تخلو من السمك المشوي و"المالح" وهو سمك مملح والذي يعتبر أهم ما يميز ضيافة أهل الفجيرة، بالاضافة إلى الرز الأبيض والدهن البلدي ، هذا بالنسبة للسكان الذين يسكنون بجانب الساحل في الإماراة والذين تتميز سفرتهم بالأكلات البحرية أما اللذين يسكنون في الجبال أو بالقرب منها ففوالة العيد تتكون من وجبة دسمة من اللحم إما على شكل "مرق " ورز أو "ثريد" و"مجبوس" ، هذه العادة مازالت باقية في كل يوم تكون هناك عزومة في منزل كبير القبيلة و اثنان أخرين من كبار الرجال ذوي الجاه والمكانه في الاماراة.   العيدية مازال الأطفال في الاماراة يقرعون أجراس منازل "أهل الفريج" من أجل الحصول على العيدية ، ولا يتردد أهالي المنطقة في اسعاد قلوب الأطفال بعيدية ، التي ما أ، يحصلو عليها " يركضون متهافتين على منزل عائلة آخرى للحصول على نصيبهم ، فلا أحد يضجر أو يمتنع عن أعطائهم حقهم ونصيبهم من فرحة العيد .   صلة رحم لا يتوقف العيد عند زيارة الرجال للمنازل ، بل حين ينتهون منها أي بعد الساعة الثانية عشر ظهراً تبدأ الزيارات النسائية لمنزل الأقارب والأصدقاء والجيران وما أن ينتهون هن أيضاً ، حتى اجتمعو الأهل بعد ذلك في "المنزل الكبير" وهو منزل الجد والجدة ليكون العيد بأيامه الثلاث عيداً اجتماعياً أسرياً ، في اليوم الثالث من العيد تقرر الأسر الخروج معاً للتنزه أو الاحتفال بتناول وجبة عشاء في منزل أحد أفراد العائلة ، المهم أن يرافق ترفيهم تجمعاً عائلياً وصلة رحم ، فهم يحرصون على ذلك ، لربما كان السبب هو لكون الفجيرة لا تحوي العديد من المجمعات التسوقية الترفيهية كما باقي الامارات وهو أمر يجعل الناس أقرب من بعضها البعض.