انطلاقًا من التزامها بمسؤولياتها المجتمعية، وتوطيد سبل التعاون وتعزيز العلاقات مع المؤسسات الاجتماعية والإنسانية في إمارة دبي، نظمت هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة)، الهيئة المعنية بشؤون الثقافة والفنون والتراث في الإمارة، مبادرة في قرية التراث لدعم قرية العائلة، إحدى مشاريع مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر في دبي. وتعد هذه المبادرة المجتمعية من دبي للثقافة تجاه الأطفال الأيتام استجابة لمبادرة "الإمارات لصلة الأيتام والقصر" التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي - رعاه الله، فضلاً عن كونها استمرارًا للمبادرات الاجتماعية والخيرية والإنسانية التي تعلن عنها الهيئة باستمرار، في إطار برنامج مستمر من مبادرات المسؤولية المجتمعية. وقال السيد صالح الحمادي مدير قرية التراث: "ترى الهيئة في ذاتها أحد مكونات المجتمع في إمارة دبي، وتتطلع من خلال كافة أنشطتها وفعالياتها إلى تعزيز التواصل مع الجميع من أجل نشر السعادة، للإسهام في تعزيز رفاه الفرد والمجتمع من خلال دعم محاور "خطة دبي 2021"، وصولاً إلى مجتمعٌ متلاحمٌ ومتماسك، وأفراد ملؤُهم الفخرُ والسعادة". وأضاف الحمادي: "إن اختيارنا لشهر رمضان المبارك موعدًا لإطلاق هذه المبادرة الخيرية يجسد معاني التراحم والتواصل في هذا الشهر المبارك. وإدراكًا من الهيئة للدور الإنساني المهم الذي تقوم به قرية العائلة في توفير الدعم لواحدة من الشرائح الأوْلى بالرعاية في مجتمعنا، فقد دخلنا في علاقة تعاون مع مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر في دبي لدعم رسالة القرية." واشتمل برنامج المبادرة على العديد من الفعاليات التي بدأت قبل موعد الإفطار في تمام الخامسة والنصف من مساء يوم الجمعة، واستمرت حتى العاشرة والنصف، بما في ذلك ورش العمل الحرفية والتراثية مثل صناعة الدمى والميداليات التراثية والسعف وصبغ الملابس، وتعليم كيفية عمل البرقع وغيرها من الملابس والمستلزمات التراثية. وتضمنت المبادرة ركن الخط العربي، إضافة إلى فقرة "الحكواتي" المسلية، مع إطلاق مسابقات تراثية، وتقديم هدايا للأيتام، مع إقامة بوفيه إفطار. ومن المتوقع أن تسهم هذه الأنشطة والفعاليات في تعزيز ونشر الموروث الإماراتي لتعريف الزوار من الشعوب الأخرى به عن قرب وبصورة صحيحة، بما يساعد على تقوية الروابط الثقافية معهم، خاصة من خلال تعريفهم بعناصر تراث الإمارات. يشار إلى أن قرية العائلة تقع في منطقة الورقاء الثالثة في دبي، حيث تتولى رعاية عشرات الأيتام، وتصل طاقتها الاستيعابية إلى ما يقرب من 130 طفلاً، وتوفر لهم المأوى والتعليم والرعاية الصحية والنفسية. وتحرص القرية على توفير جو عائلي مستقر ومتوازن لهؤلاء الأطفال، وذلك من خلال توفير جميع احتياجاتهم الأساسية، مع تعيين "أمهات" و "خالات" و "أب" بدوام كامل لكل مجموعة من الأطفال، لضمان حصولهم على الرعاية والحب المطلوبين لهم.