تعمل السيدة المصرية دلال عبدالقادر (45 عاماً) مسحراتية في بعض أحياء القاهرة التي كان يعمل فيها شقيقها محمد الراحل مسحراتي أيضاً، ووفاء لذكراه استكملت دلال المهمة التي كان يتخذها لنفسه وأصبحت توقظ الناس بصوتها في رمضان 2016.     بقية شهور السنة تعمل دلال "مكوجية" في أحد الأحياء الشعبية، مثلما كان شقيقها يعمل موظفا بسيطا في البلدية.   وحين يقترب وقت السحور كل ليلة ترتدي عباءتها السوداء وطرحتها الزرقاء وعلقت طبلته المزخرفة على صدرها بواسطة حبل قوي حول عنقها، ومسكت عصا سوداء في إحدى يديها لا تقل صلابة عن صوتها.   لم يعترض زوج دلال على جولاتها الليلية لكنه طلب منها أن تصطحب معها في جولاتها ابنهما محمود ليؤنسها في جولاتها الليلية. يمر صوت المسحراتية في أحياء البساتين ودار السلام وحي المعادي بالقاهرة، وهي تجمعات بين الشعبي والراقي، ورغم أن عملها يبدأ في المعتاد بعد منتصف الليل إلا أنها لم تواجه مشاكل تثنيها عن أداء مهمتها.   المفارقة أن المسحراتية لم تتعرض للمضايقة من رجال، من ضايقها وسخر منها هن النساء، وتتعرض لكلمات قاسية ونظرات ساخرة منهن.   حين تقوم دلال بجولاتها تنادي على أسماء أطفال الحي الذين تعرفهم، ويجيبون عليها من النافذة أنهم استيقظوا، ويدردشون معها قليلاً.   ما تكسبه دلال من مهنة المسحراتي، تتقاسمه مع أبناء شقيقها الأيتام أو تتصدق به عن روحه.