ربما العنوان يلفت نظر البعض ويظن القارىء من أول وهلة أننا نحرض الزوجة على زوجها بعدم اعطاء الثقة فيه. لكن الحقيقة غير ذك وليس هذا هو الهدف من المقال لأننا بداية لا نتصور حياة زوجية سعيدة بدون وجود ثقة بين الطرفين لأن التعامل بقلة ثقة و بتخوين وتشكيك يفت في عضد الحياة الزوجية ويهدمها ويدمرها ببطء. كلامنا اليوم عن مسألة الإفراط الزائد في اعطاء الثقة والتي تشبه الدلال الزائد لأطفالنا الذي يأتي بنتائج عكسية وتسوء تربيتهم بوجوده. مثلاً، إذا كانت الزوجة تعطي الثقة لزوجها للتدخل في حل مشكلة صديقتها المقربة مع زوجها لا مانع من ذلك وهذا عمل نؤجر عليه أن نصلح بين متخاصمين لكن ان تترك الزوجة الحبل على الغارب وتسمح لزوجها و صديقتها بالتواصل  بشكل مباشر ومتكرر وتقع اللقاءات والمحادثات الخاصة وتأخذ رقم الزوج وتشكو له ويسمعها بحجة  أنه يحل مشاكلها فهذا مرفوض وموطن خطر،  فربما تأتي الكوارث من هنا ربما تجد الصديقة الشاكية العقل والحكمة والحنان من زوج صديقتها فتتعلق به لأنها وجدت فيه ضالتها وما حرمت منه في حياتها الزوجية. ومن ناحية  زوجك ربما كانت تلك الصديقة اكثر جمالا منك وتفتحا أو ثقافة  أو...أو .... فيرى فيها الزوج ما لم يجده فيك، فيقع في حبها، وبدلا من أن يصلح بين الزوجين ربما تسببت هذه الثقة الزائدة والقرب الزائد بين زوجك وصديقتك لكوارث اجتماعية وخيانات والدليل على كلامي قصة الزوجة (م) تقول الزوجة: عشنا 10 سنوات نحب بعضنا وكانت لي صديقة مقربة جدا مني لكنها كانت أكثر مني جمالا ودلالا وانفتاحا عني فلما وقعت بينها وبين زوجها مشاكل طلبت مني أن أدخل زوجي بالموضوع لأنه أيضا صديق لزوجها فلما تدخل زوجي وبعد فترة اذا بصديقتي تطلب رقم زوجي لتخبره عن  ردة  فعل زوجها بإحدى مشاكلهم، فبكل ثقة مني فيها وفي زوجي أعطيتها الرقم لاكتشف بعد مدة سنة ونصف محادثات بينهما من داخل بيتي وبعدها عرفت انها كانت تقابل زوجي من ورائي فكنت أغض الطرف بحكم ثقتي بزوجي وبصديقة عمري لكن بعد فترة اكتشفت الأسوأ وهو أنها ترسل لزوجي رسائل فيما معناها أنها تتمنى لو كان زوجي هو زوجها وأنني –أنا- زوجة محظوظة بأن زوجي هو شريك حياتي، فوقع المدح بقلب زوجي وتدخل الشيطان بينهما حتى تحول زوجي الذي من المفروض أن يصلح بين الطرفين تحول لعشيق وخائن لي. اكتشف أيضا زوجها خيانتها مع صديقه الذي هو زوجي فكانت الكارثة أن الزوج طلق صديقتي وهي  أم لأربع أطفال لتظل بعدها على علاقة بزوجي ثم انتهت القصة بطلبي أنا للطلاق لأنه ما عاد يراني بقلبه ولا يحس بي لأنه  يحب الصنف المتفتح من النساء بحكم انه تعلم باوروبا وصديقتي من هذا النوع. خسرت زوجي وبيتي وخسرت هي سمعتها وبيتها والسبب أنني كانت ثقتي بهبل وعبط  ثقة زائدة بلا ضابط ولا متابعة وصدق  من قال: الشيء الذي يزيد عن حده ينقلب لضده. القراء الأعزاء، لست أقصد بمقالي أن نخوِّن أزواجنا أو نتشكك بأصدقائنا ومن حولنا بل أقصد فقط أنه عند اعطاء الثقة لابد من الاتزان في اعطائها وضبط الايقاع لأن الشيطان متربص ببيوتنا وأسرنا ونبينا قالها كلمة تسجل  وتكتب بحروف  من ذهب من 1400 سنة "اتقوا الشبهات ".