مثل أي شراكة في العالم، يحتاج الزواج إلى رصيد، لكن رصيد العلاقة الزوجية ليس مادياً، بل هو رصيد عاطفي من العشرة والحب والمحبة والطمأنينة. وعندما يحمّل الرجل الزوجة كل المسؤوليات من مراعاة للأبناء ومذاكرة، وهي التي تذهب بهم للأطباء والمستشفيات وهي التي تتابعهم بالمدرسة، وهي التي تخرج وحدها لشراء أغراض البيت من طعام وشراب وملابس للأولاد، وهي التي تخرج تتنزه بهم وتلاعبهم وهي التي تخلص المعاملات الرسمية الخاصة بالأسرة في المؤسسات والجهات الرسمية، وهي التي ... وهي التي.... هذا بجانب أنها موظفة ومسؤولة عن نظافة البيت واعداد الطعام وبالجملة هي التي تقوم  بكل شيء وحدها وكأنها الرجل والمرأة بوقت واحد. أتدرون  خطورة وتبعات هذا الأمر بحياة ومشاعر الزوجة؟ إنه شعور بالوحدة. شعور بقدرتها على ادارة الحياة الزوجية وحدها بدون زوجها، زوجها الكسول المهمل الذي يعيش حالة من التنطع واللامبالاة والاتكالية، ذلك الشعور ينتج  عنه كارثتين؛ الأولى أن المرأة ستشعر بقوة مضاعفة قد تتحول يوما ما إلى تسلط وفرض رأي  وسيطرة وتحكم. أما الثانية، فهي التعود على الوحدة والفراغ العاطفي الذي سيصيب الزوجة، وهذا أخطر من الأولى لأن تعود المرأة على الوحدة قد يجعلك تسقط كرجل من حساباتها عاطفيا، فلا تنتظر منها حين تصل لتلك المرحلة أن تبادلك المشاعر عندما تتحنن وتتذكر يوما أن لك زوجة وتعطيها من وقتك دقائق معدودة لا تنتظر منها أبدا الوله والإقبال وتبادل المشاعر. أتدري لماذا؟ لأن رصيدك في قلبها  كاد يقترب من الصفر وأنت السبب ، فمن أين ستعطيك وأنت من سنوات قد حرمتها؟ وكيف ستشعر برجولتك وأنت لم تقدم أسس ومظاهر وواجبات تلك الرجولة. تقول صاحبة المسألة: عندما عودني زوجي على الوحدة والعيش بدونه قرابة 10 سنوات - فهو بالأسم رجل بالبيت- صرت لا أتحمل أن يلمسني وحتى الحق الشرعي لم أعد أحب ممارسته معه لأني أشعر بصراحة أني أنا الرجل بالبيت، وبدأت أحسد صديقاتي اللاتي يساعدهن أزواجهن ويقومون بكل المسؤوليات والواجبات التي يحتجنها كزوجات، بدأت أشعر بالغيرة من كل زوج حمل عربة طفله ومشى بجوار زوجته لطبيب أو حديقة أو سوبر ماركت، لقد قتلني الشعور بالوحدة يا سيدي، واليوم وبعد 10 سنوات زواج تعودت على الوحدة فوجوده مثل عدمه، وما يصبرني على الاستمرار بهذا الزواج إلا وجود الأبناء أما هو فقد سقط من حساباتي كرزوج ولا أدري لمتى سأصبر.